وجملة القول: إن الإيمان بالله، والخوف من عذابه لا يتنافى مع ارتكاب المعصية -أحيانا- نتيجة غلبة هوى النفس، كما أن أكثر الناس لديهم يقين بأن جسد الميت لا يفرق عن الجماد، فلا يستطيع أن يتحرك، ولا يصدر منه عمل، ولكن أثر غلبة القوة الواهمة على القوة العاقلة، لا يستطيع أن ينام مع الميت في غرفة مظلمة وفي ليل حالك.
ولذا نقرأ في الدعاء (ويقيناً صادقاً) أي إلهي هب لنا يقيناً وإيماناً نلتزم بلوازمه ونتأثر بآثاره، ولا شك أن له مرتبة من مراتب الخوف، وقد سأل ربه دائماً أن يهبه خوفاً صادقاً، أي خوفاً يمنعه عن ارتكاب أية معصية، ويريد أن يكون بمستوى (أخافك مخافة المؤمنين) لا شك أن الله تعالى سوف يفيض عليه ذلك، وهكذا بالنسبة إلى سائر الدرجات الدينية، ومقامات الطاعة والعبودية، كما ورد (من طلب شيئاً وجدَّ وجد).
نعم، الصدق المطلق، وفي جميع المقامات منحصر بالمعصوم (عليه السلام)، ولذ فإن المراد بالصادقين في الآية الشريفة: (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[1]، هم أهل بيت العصمة والطهارة.