يجب أن يتطابق القول والحال

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا كبّرتَ فاستصغر ما بين العلى والثرى دون كبريائه، فإن الله تعالى إذا اطلع على قلب العبد، وهو يكبّر وفي قلبه عارض عن حقيقة التكبير قال تعالى: (يا كاذب أتخدعني؟ وعزتي وجلالي لأحرمنّك حلاوة ذكري...)[1].

ويحدث أحياناً أن لسان الشخص يقول: الله أكبر، إلا أن لسان حاله وعمله وقلبه يقول الله أصغر (أعوذ بالله)، مثل ما لو قلت له اعمل كذا عمل خير في سبيل الله، أو اترك الشيء الفلاني في سبيل الله، لا يعتني بك، أما إذا أعطيته مائة درهم أطاعك فوراً، أو إذا خشي من ضرر يحل به فيما لو ترك ذلك الخير أو عمل ذلك الشر، أو خشي من أذى يصيبه من الشخص الفلاني، أدى ذلك العمل أو ترك ذلك الشر فوراً، أما إذا كان من أجل الله فقط لم يفعله.

ومن جملة الكذب في لسان العبد مع ربه حال الصلاة ما يقوله بلسانه في جملة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) التي تعني نعبدك وحدك، ونستعين بك وحدك، وظاهر أن من يعبد الدرهم والدينار والبطن والفرج وسائر الشهوات، ويعتقد بأن الأسباب الظاهرية لها تأثير مستقل، فيرجو مساعدتها ويعتمد عليها مثل هذا الإنسان يكذب حين يقول:(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

 


[1] بحار الأنوار: ج81، ص230.