الكذب في مقام الخوف والرجاء

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إياكم والكذب، فإن كل راج طالب، وكل خائف هارب)[1].

أي: إياكم من الكذب في مقام رجاء ثواب الله والخوف من عذابه، ذلك أن كل من له رجاء بشيء يسعى في تحصيله، إذن فلازم رجاء الثواب الإلهي السعي في الأعمال الصالحة، وإن لم يكن فيكم ذلك فأنتم كذابون لا محالة، وهكذا من يخاف من شيء فإن اللازم عليه الفرار منه، فإن كنتم صادقين في خوفكم من عذاب الله فيجب عليكم الفرار من معصيته، التي هي السبب في الابتلاء بالعذاب، وبدون ذلك فأنتم كذابون.

  وفي خطبة له (عليه السلام) في نهج البلاغة يقول فيها: (يدعي بزعمه أنه يرجو الله،كذب والعظيم، وما باله لا يتبين رجاؤه في عمله، وكل من رجا عرف رجاؤه في عمله...)[2].

ونظير الادعاء الكاذب للخوف والرجاء، سائر المقامات الدينية والروحانية مثل مقام الصبر والشكر، والرضا والتسليم، والتواضع والحلم، ونظائرها.

فمن يعتقد بنفسه أنه من أهل المقامات، ثم لا توجد آثارها فيه فهو كاذب.

 


[1] الكافي: ج2، ص343.

[2] نهج البلاغة: ج2، ص71.