أما ما هو متعارف بين الناس حين يُقدَّم لأحدهم طعام فيقول لا أشتهي، مع أنه في الواقع يرغب فيه، فهو كذب واضح، وإن استسهله أكثر الناس بسبب الجهل، وتشمله أخبار ذم الكذب وحرمته.
أما الأكاذيب التي تقال في مقام التعارف مع الآخرين، مثل أن يكون لديه طعام فيقول لآخر: كُلْ، من دون أن يكون لديه قصد جدي، بل لعله لا يرغب في أن يأكل ذلك الشخص من طعامه، أو يقول: تفضل لمنزلنا، و الحال أنه لا يرغب في دخوله، فهذه وأمثالها ليست أخبارا ليقال إنها كذب وحرام، بل هي من قبيل الإنشاء، لكن ينبغي ترك هذه التعارفات، حيث إن ظاهر الشخص وباطنه في مثل هذه الحالات مختلفان حقيقة.