أنواع الكذب

للكذب أنواع مختلفة بحسب المناشيء النفسية التي تدفع الإنسان إلى الكذب يمكن تلخيصها بالأنواع الآتية.

  1. الكذب الادعائي: ينشأ هذا الكذب عادة من الشعور بالنقص، حيث يوجه هذا النوع من الكذب عادة نحو تعظيم الذات وجعلها مركزاً للانتباه والإعجاب، فنرى كثيراً من الناس يتحدثون عن أفعالهم الكبيرة وقوتهم العظيمة وهم بالحقيقة غير ذلك، فهو يدعي ما ليس له من الصفات والأفعال إرضاءً لشعورهِ بالنقص، غير ملتفت إلى عظم ما يقع فيه من الآثار الدنيوية والأخروية.
  2. الكذب الغرضي: أو ما يسمى بالأناني،  فقد يكذب الشخص رغبة في تحقيق غرض شخصي، أو الحصول على منافع وامتيازات، وهو من أرذل أنواع الكذب إذ يتوسل الشخص إلى تحقيق أغراضه بأخس الصفات وأرذلها وهو الكذب وقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ما ظفر من ظفر الإثم به ، والغالب بالشر مغلوب[1]
  3. الكذب الانتقامي: يظهر هذا النوع من الكذب في حالات الغيرة والحسد أو الشعور بعدم المساواة، فقد نرى أن بعض الناس يكذبون فيتهمون الآخرين الذين يكرهونهم باتهامات يترتب عليها عقابهم أو تشويه سمعتهم، وهذا النوع من أشدها عذاباً، إذ مضافاً إلى حرمة الكذب في تشويه للمسعة وإيقاع للغير في الأذى.
  4. الكذب الدفاعي: فقد يقدم الشخص على الكذب خوفاً من العقوبة، فيلجأ للكذب للهروب من تلك العقوبة، كما نراه واضحاً عند الأطفال وهو ينشأ عن ضعف الشخصية.
  5. الكذب العنادي: ينتشر هذا النوع من الكذب عند بعض المجادلين؛ فلأجل مضادة صاحبه يحاول أن يختلق شيئا لمجرد المعاندة، وهذا النوع سببه عدم الإذعان للحق والتعصب الأعمى للمذهب أو الرأي الذي يعتقد به.
  6. الكذب التقليدي: فالطفل مثلاً نراه يكذب منطلقاً من تقليد من حوله كالآباء والأصدقاء، فهو يتولد عند الإنسان من التربية الخاطئة التي يتلقاها من أبويه فلا يتحسس بعد ذلك قبح الكذب وقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه اللذان يهودانه وينصـرانه ويمجسانه)[2].

وخطورة هذا النوع تكمن في أن الكذب يكون مرضياً، لذا فهو من أخطر حالات الكذب فقد يصبح عند الإنسان عادة وقد يصل إلى حد الإكثار منه ويصدر عنه بالرغم من محاولة عدم الكذب.

 


[1] نهج البلاغة: ج4، ص٧٨ .

[2] وسائل الشيعة: ج15، ص125.