سيرته (عليه السلام) في بيته

للحياة الزوجية دور كبير في حياة الإنسان لذلك نظّم الإسلام هذه العلاقة بما شرّع من القوانين التي تضمن بناء حياة زوجية سعيدة، سواء على مستوى الحقوق والواجبات، أم على مستوى الأمور المستحبة، ومن الأمور التي دعا لها الإسلام التزيُّن والتجمّل بين الناس وخصوصاً بين الزوجين، فكما أنه حثّ الزوجة على التزين لزوجها كذلك حثّ الزوج على التزين لزوجته، وهذا ما نلاحظه في سيرة النبي وآله (عليهم السلام)، فقد روي عن الحسن الزيات البصري، أنه  قال: دخلت على أبي جعفر، أي الباقر (عليه السلام) أنا وصاحب لي فإذا هو في بيت منجد، وعليه ملحفة وردية، وقد حف لحيته واكتحل، فسألْنا عن مسائل، فلما قمنا، قال لي: يا حسن، قلت: لبيك، قال: إذا كان غداً فأتني أنت وصاحبك، فقلت: نعم جعلت فداك، فلما كان من الغد دخلت عليه وإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصير وإذا عليه قميص غليظ، ثم أقبل على صاحبي، فقال: يا أخا البصرة إنك دخلت عليّ أمس وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها، والبيت بيتها، والمتاع متاعها، فتزيّنت لي، (و) عليّ أن أتزين لها كما تزينت لي، فلا يدخل قلبك شيء، فقال له صاحبي: جعلت فداك قد كان والله دخل في قلبي فأما الآن فقد والله أذهب الله ما كان، وعلمت أن الحق فيما قلت)[1].

 


[1] الكافي للشيخ الكليني: ج6، ص448.