المقدمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين، وبعد:

خلق الله الإنسان مدني الطبع، فهو لا يستغني عن الآخرين من أبناء نوعه في الوصول إلى أغراضه وتوفير ما يحتاجه في حياته من مأكل وملبس ومسكن وغيرها، وهذا بدوره سيكون سببا في حصول المزاحمة وبثّ الاختلاف بين الناس، باعتبار أنّ كلّ فرد يسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المنافع والفوائد، ودفع أكبر قدر ممكن من الأضرار حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، الأمر الذي جعل الحاجة إلى وجود قانون ينظّم علاقات الإنسان بينه وبين الآخرين ملحة وماسّة، وبدونه لا يمكن تصور بقاء الحياة الاجتماعية واستمرارها، بل تكون مهدّدة بالفناء والزوال، والإسلام الذي يعدّ أكمل القوانين الإلهية والأطروحة الأفضل لتحقيق سعادة الإنسان فرداً ومجتمعاً، قد حذّر أتباعه من المخالفة أو ما يصطلح عليه بالذنب، وحذّر المذنبين تحذيراً شديداً من تبعات ذنوبهم في الدنيا والآخرة، كلّ ذلك لأجل أن تعطي شجرة الإسلام المباركة ثمارها وتتحقّق الأغراض الإلهية من خلقة الإنسان في هذه المعمورة.

ومن هذه الذنوب التي حذر الإسلام منها وحرم ارتكابها وعدها من كبائر الذنوب قتل النفس، والكتاب الماثل بين يديك عزيزي القارئ يشير إلى موضوع هذا الذنب فيبين أقسامه وصوره وأشكاله، ثم يبين آثار القتل نفسياً واجتماعياً واقتصادياً ويبين عقوبة القاتل، ويحاول أن يدفع بعض الشبهات عن الإسلام وبعض أحكامهِ، ثم ينتهي بذكر بعض قصص القتل التي تنفع للتذكرة.

 نسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، ليكون مؤثراً في تثقيف المجتمع باتجاه نبذ العنف وما يؤدي إليه من القتل والدمار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.