كفارة الغيبة والتوبة منها

لما كانت الغيبة من الذنوب الكبيرة وجب على المبتلى بها الندم عليها فورا إذ أنه قد عصى ربه، وبعد الندم القلبي يستغفر بلسانه، ويصمم على أن لا يعود لمثل هذا الذنب، وحيث يظهر من بعض الروايات أن الشخص المستغاب يكون صاحب حق على المغتاب فيجب في صورة الإمكان - طلب العفو منه وإرضاؤه وذكره بخير مقابل استغابته قبلا، والأفضل في صورة موت المستغاب أو تعذر الوصول إليه أو كان طلب العفو منه مستلزما لمحذور ما مثل ما إذا كان المستغاب غير عارف باستغابته فإذا عرف ذلك غضب واغتاظ وفي ذلك نقض للغرض - ففي مثل هذه الحال يستغفر له ويسأل الله تعالى أن يرضيه، كما جاء في الصحيفة السجادية في الدعاء التاسع

والثلاثين[1]، وهكذا دعاء يوم الاثنين[2]، وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (... فإن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه، فإن لم تبلغه ولم تلحقه فاستغفر الله له...)[3].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله) ما كفارة الاغتياب قال: (تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته)[4].

 


[1] (اللهم وأيما عبد من عبيدك أدركه مني درك، أو مسه من ناحيتي أذى، أو لحقه بي أو بسببي ظلم فَفُتُّه بحقه أو سبقته بمظلمته، فصل على محمد وآله، وأرضه عني من وجدك، وأوفه حقه من عندك، ثم قني  ما يوجب له حكمك، وخلصني مما يحكم به عدلك).

[2] (واسالك في مظالم عبادك عندي فأيما عبد من عبيدك أو أَمَة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده أو غيبة اغتبته بها أو تحامل عليه بميل أو هوى... فأسألك يا من يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيئته ومسرعة الى إرادته ان تصلي على محمد وال محمد وان ترضيه عني بما شئت).

[3] مصباح الشريعة: ص274.

[4] الكافي: ج2، ص266.