مقامه الإلهي(عليه السلام)

الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

مدة إمامته (عليه السلام):

تسعة عشر عاماً، بعد أن عاش مع جدّه الإمام الحسين (عليه السلام) أربع سنين، وشهد واقعة كربلاء، وعاش في ظلّ أبيه السجّاد (عليه السلام) ثمانيةً وثلاثين عاماً.

النصوص على إمامته(عليه السلام) والوصية إليه:

عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن أبيه قال: مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمداً والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي، وكنّاه الباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيته أن قال: (يا بني إن العقل رائد الروح والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذرا، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شيء قد عرفه ففطن له، واعلم أن الساعات تُذهب عمرك، وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل، فكم من مؤمل أملا لا يبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع مأسوف يتركه، ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه، أصابه حراماً وورثه، احتمل إصره، وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين)[1].

وعن مالك ابن أعين الجهني قال: (أوصى علي بن الحسين (عليهما السلام) ابنه محمد ابن علي (عليهما السلام) فقال: بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعي فيما بيني وبينك أحد إلا قلّده الله يوم القيامة طوقا من نار، فاحمد الله على ذلك واشكره، يا بني اشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنه لا تزول نعمة إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه بها الشكر، وتلا علي بن الحسين (عليهما السلام): لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[2].

عن الزهري قال: (دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) في المرض الذي توفي فيه، إذ قدم إليه طبق فيه خبز وهندباء، فقال لي: كله، قلت: قد أكلت يا ابن رسول الله، قال: إنه الهندباء، قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة، فيه شفاء من كل داء، قال: ثم رفع الطعام وأتي بالدهن فقال: إدَّهِنْ يا أبا عبد الله، قلت: قد ادهنت، قال: إنه البنفسج، قلت، وما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال: كفضل الإسلام على سائر الأديان، ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلاً بالسر فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحُسْن الخُلُق، قلت: يا ابن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بد لنا منه - ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه - فإلى مَنْ يُخْتَلف بَعدَك؟ قال: يا أبا عبد الله إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد ابنه - إنه وصيي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم، قلت: يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم؟

 قال: سوف يختلف إليه خُلاّص شيعتي، ويبقر العلم عليهم بقراً، قال: ثم أرسل محمداً ابنه في حاجة له إلى السوق، فلما جاء محمد قلت: يا ابن رسول الله هلّا أوصيت إلى أكبر أولادك؟

قال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة، قلت: يا ابن رسول الله فكم عهد إليكم نبيكم أن يكون الأوصياء من بعده؟

قال: وجدنا في الصحيفة واللوح إثنا عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم وأسامي آبائهم وأمهاتهم ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي صلوات الله عليهم)[3].

 


[1] كفاية الأثر للخزاز القمي الرازي: ص319.

[2] كفاية الأثر للخزاز القمي الرازي: ص319.

[3] كفاية الأثر للخزاز القمي الرازي: ص319.