الآثار المترتبة عليهما

وهناك آثار سلبية للغناء والموسيقى نذكر منها:

أولاً: إعراض الله سبحانه وتعالى

عن الحسن بن هارون قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز جل:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ))[1].

وقد رُوِيَ عن الإمام الصادق (عليه السلام): (انه سُئل عن الغناء؟ فقال: لا تدخلوا بيوتا الله معرضٌ عن أهلها) [2].

وعنه (عليه السلام): (أنه سأل رجلا ممن يتصل به، عن حاله، فقال: جعلت فداك، مر بي فلان أمس فأخذ بيدي وأدخلني منزله، وعنده جارية تضرب وتغني، فكنت عنده حتى أمسينا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ويحك، أما خفت أمر الله أن يأتيك وأنت على تلك الحال، إنه مجلس لا ينظر الله إلى أهله، الغناء أخبث ما خلق الله، الغناء شر ما خلق الله، الغناء يورث النفاق، الغناء يورث الفقر)[3].

ثانياً: الخروج عن تقديس الله سبحانه وتعالى

عن علي بن الحسين C: (لا يقدس الله أمة فيها بربط يقعقع، وناية تفجع)[4].

ثالثاً: نزول البلاء

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يظهر في أمتي الخسف والقذف، قالوا: متى ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات وشربت الخمور، والله ليبيتن أناس من أمتي على أشَرٍ وبطَرٍ ولعب فيصبحون قردة وخنازير لاستحلالهم الحرام، واتخاذهم القينات[5]، وشربهم الخمور، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير)[6].

وعنه (صلى الله عليه وآله): (إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بهم البلاء: إذا كان الفئ دولا[7]، -إلى أن قال- واتخذوا القينات، والمعازف، وشربوا الخمور، وكثر الزنا، فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا أو مسخا، وظهور العدو عليكم ثم لا تنصرون)[8].

وعن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (طرق طائفةً من بني إسرائيل ليلا عذابٌ فأصبحوا وقد  فقدوا أربعة أصناف: الطبالين، والمغنين، والمحتكرين للطعام، والصيارفة آكلة الربا منهم)[9].

رابعاً: كفران النعمة

عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (من أنعم الله عليه بنعمة فجاء عند تلك النعمة بمزمار فقد كفرها...)[10].

خامساً: عدم إجابة الدعاء ورفع البركة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تدخل الملائكة بيتا فيه خمر أو دف أو طنبور أو نرد، ولا يستجاب دعاؤهم، ويرفع الله عنهم البركة)[11].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك)[12].

وعن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في حديث - قال: (يا نوف، إياك أن تكون عشَّارا[13] أو شاعرا[14] أو شرطيا[15] أو عريفا[16] أو صاحب عرطبة، وهي الطنبور[17]، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإن نبي الله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء، فقال: أما إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف، أو دعوة شاعر، أو دعوة عاشر أو شرطي، أو صاحب عرطبة، أو صاحب كوبة)[18].

سادساً: الفقر والنفاق

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء، وإتيان باب السلطان، وطلب الصيد)[19].

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (استماع اللهو والغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع)[20].

وعنه (عليه السلام): (ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة)[21].

وعنه (عليه السلام): (الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر)[22].

وعنه (عليه السلام): (الغناء عش النفاق)[23].

تنبيه: قد ورد في أحاديث كثيرة تقدم جملة منها أن الغناء يورث النفاق، والنفاق كما هو معلوم: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، فعلى هذا المعنى فإن الغناء يؤدي بالإنسان إلى أن يتدحرج تدريجياً نحو الهاوية، فيبدأ بإنكار أركان وأسس الإيمان في نفسه وإن كان في الظاهر لا يزال من أهل الإيمان، وهي حالة خطيرة ومنعطف فضيع يؤدي بالإنسان شيئاً فشيئاً إلى فقدان دينه.

سابعاً: قساوة القلب

عن الإمام الصادق (عليه السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام)- قال: (يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان)[24].

ثامناً: عبادة الشيطان

عن الإمام الباقر (عليه السلام): (من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان)[25].

ومن المعلوم أن استماع الغناء يكون عادة من الصنف الثاني، أي: من كلام الشيطان، فهو إذن عبادة له.

تاسعاً: ذهاب الغيرة

عن إسحاق بن جرير قال: (سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: إن شيطانا يقال له: القفندر، إذا ضرب الرجلُ أربعين صباحا بالبربط[26]، ودخل الرجال وضع ذلك الشيطان كل عضو منه على مثله من صاحب البيت، ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعدها حتى تؤتى نساؤه فلا يغار)[27]. كما هو مشاهد ومحسوس أن من تعلوا أصوات الغناء في بيته وتعزف الموسيقى في بيته ليل نهار بواسطة الراديو والتلفاز لا غيرة له على عرضه وشرفه ولا حياء.

عاشراً: مفتاح الزنا

قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الغناء رقية الزنا)[28]، أي: أن الغناء وسيلة يرتقي بها صاحبها إلى أن يرتكب الزنا - والعياذ بالله –، وعبر عنه بالارتقاء كناية عن صعوبته لولا الواسطة وهي هنا الغناء.

الحادي عشر: الموت فاجراً فاسقاً

عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (من أبقى في بيته طنبوراً أو عوداً أو شيئاً من الملاهي من المعزفة والشطرنج وأشباهه أربعين يوماً فقد باء بغضب من الله، فإن مات في أربعين مات فاجراً فاسقاً مأواه النار وبئس المصير)[29].

الثاني عشر: يحشر مسودّ الوجه

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يحشر صاحب الطنبور يوم القيامة وهو أسود الوجه، وبيده طنبور من نار، وفوق رأسه سبعون ألف ملك، بيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه، ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر الزاني مثل ذلك، وصاحب المزمار مثل ذلك، وصاحب الدف مثل ذلك)[30].

الثالث عشر: يذاب في أذنه الرصاص

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من استمع إلى اللهو يذاب في أذنه الآنك[31])[32]، وذلك كناية عن العذاب، فإن العذاب من جنس العمل، فكما أنه في الدنيا استعمل بعض نعم الله وهي الأذن في غير طاعته فتكون عقوبته أن يعذب في نفس تلك الجارحة وهي الأذن.

الموسيقى علنية في آخر الزمان:

وجاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) في رواية عن علامات آخر الزمان يقول: (... ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها، لا يمنعها أحد أحدا ولا يجترىء أحد على منعها...، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين)[33].

اتخاذ الغناء من شروط الساعة:

عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -في حديث- قال: (إن من أشراط الساعة إضاعة الصلوات، وإتباع الشهوات، والميل إلى الأهواء -إلى أن قال-: فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن -إلى أن قال-: ويستحسنون الكوبة والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -إلى أن قال-: فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس الأنجاس)[34].

 


[1] وسائل الشيعة: ج17، ص307.

[2] المصدر السابق: ج17، ص306.

[3] مستدرك الوسائل: ج13، ص212.

[4] وسائل الشيعة: ج17، ص313.

[5] القينات: المغنيات.

[6] وسائل الشيعة: ج17، ص311.

[7] الفيء دولا: وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم، فتحتكر ثروات المسلمين بين فئة خاصة، وهم أرباب المناصب فيستأثرون بأموال الفيء ويمنعون الضعفاء والفقراء قهرا وغلبة.

[8] وسائل الشيعة: ج17، ص311.

[9] بحار الأنوار: ج100، ص79.

[10] وسائل الشيعة: ج17، ص327.

[11] مستدرك الوسائل: ج5، ص279.

[12] وسائل الشيعة: ج17، ص303.

[13] العشار: الذي يقبض عشر الأموال - ضرائب الظلمة-.

[14] شاعرا: الشعر المنهي عنه إذا كان في الباطل، كما إذا كان لأجل التغني به أو مدح الظالم وغيره.

[15] الشرطي: أحد أعوان الظلمة.

[16] العريف: النقيب دون الرئيس، وهو الذي من خلاله يتعرف الأمير الظالم على أمور الناس.

[17] الطنبور: من آلات الطرب ذو عنق طويل وستة أوتار من نحاس.

[18] وسائل الشيعة: ج17، ص315.

[19] بحار الأنوار: ج62، ص282.

[20] وسائل الشيعة: ج17، ص316.

[21] المصدر السابق: ج17، ص313.

[22] المصدر السابق: ج17، ص309.

[23] المصدر السابق: ج25، ص315.

[24] وسائل الشيعة: ج17، ص314.

[25] المصدر السابق: ج17، ص317.

[26] البربط: آلة من آلات اللهو وهو العود.

[27] وسائل الشيعة: ج17، ص312.

[28] بحار الأنوار: ج 76، ص247.

[29] بحار الأنوار: ج76، ص253.

[30] مستدرك الوسائل: ج13، ص219.

[31] الآنك: هو الرصاص.

[32] مستدرك الوسائل: ج13، ص221 – 222.

[33] الكافي: ج8، ص40.

[34] وسائل الشيعة: ج17، ص310.