وممَّا ابتُلينا به في هذا الزمان، أنَّ بعض الأناشيد الدينية تحوَّل إلى غناء، إمّا لجهلٍ بحكم الغناء في الشرع المقدَّس، أو لقلة الخبرة، أو رضوخاً للأجواء السائدة، أو تقليداً لِما يفعله الآخرون، أو طمعاً بالمال، أو لقلة الرادع أو ضعف الوازع، أو لحداثة الالتزام بالإسلام.
المهم أنَّ آثار ذلك لن تلبث أن تظهر وسيُدفع ثمنها غالياً من رصيد الآخرة.
والحقيقة المؤلمة: أنَّ البعض يعتقد أنَّه بمجرَّد كوّن الكلمات إسلامية، أو دخول أسماء الأولياء D تُصبح الأغنية أو الأنشودة حلالاً على كُلّ حال، كيفما أُدِّيت!!!.
وهذا جهلٌ بالحكم الشرعي الذي ينصُّ على حرمة الغناء ولو كان بآيات اللَّه سبحانه...، بل على رأي بعض الفقهاء قدس الله أسرارهم، يتضاعف العذاب والعقاب، لأنَّه التمس الحرام عن طريق المادة الشريفة المقدسة.
رُوي عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله): (أخاف عليكم استخفافاً بالدين... وأن تتخذوا القرآن مزامير)[1].
ومن البلاء أيضاً في هذا الزمان، التشجيع على الغناء، فقد رُوي أنَّه من قول الزور أن يقول للمغني: (أحسنت)، وهذه الكلمة في مثل ذلك هي من قول الزور، فقد ورد عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الزور؟ قال: منه قول الرجل للذي يغني: أحسنت)[2].
ومن القصص التي فيها عبرة وموعظة، أنَّ مولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، نهى رجلاً كان يستمع لما يحصل من الغناء وضرب العود عند جيرانه... وقال له: (قُمْ فاغتسِلْ وسَلْ ما بدا لك، فإنَّك كنتَ مقيماً على أمرٍ عظيم، ما كان أسوء حالك لو مُتَّ على ذلك، احمَدِ اللَّه وسَلْهُ التوبة من كُلّ ما يكره، فإنَّه لا يكره إلاَّ كُلّ قبيح، والقبيح دَعْهُ لأهله، فإنَّ لكلٍّ أهلاً)[3].