آثار الغناء على المجتمعات

لو نظرنا إلى المجتمعات البائدة لرأينا أنَّ أحد أسباب انهيارها: الغناء وأخويه (الموسيقى والرقص) يقول الله عز وجل:(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)[1].

فإن الغناء والموسيقى من أوضح مصاديق الفسق المشار إليه في الآية الكريمة، فعندما يتعلَّق النَّاس بالغناء، خاصةً الفئة الشابة منهم، فهذا يعني انصرافهم عن شؤون الأمّة، وعن الدين، والقيم الأخلاقية، والمستقبل، والبناء، والجديَّة، والتضحية، والفداء، والشجاعة، والعلم...

والدليل الحاسم على ذلك كله، ما نعيشه اليوم في مجتمعاتنا، بعد انتشار الفضائيات وقبلها الإذاعات، والتي تستأثر الفترة الأطول لبثِّها بالأغاني التي تُؤدِّي إلى المياعة والانحلال والمجون والفسوق، وإنْ حاول البعضُ في السنوات الأخيرة تسمية ذلك (فناً) أو (إبداعاً)!!!‏.

فجلسات الغناء، وعلى الأعمِّ الأغلب، يشيع فيها الانحلال والفساد والرقص والمجون وشرب الخمور وإغراء الشباب بأساليب خسيسة.

حتى وصل الحال في المدّة الأخيرة، ومن خلال تتبُّعنا لما يُنشر وينتشر، أنَّ أهل (الفن) أنفسهم والمغنِّين والمطربين، يتهجَّم بعضهم على بعض، ويتَّهم كُلُّ واحدٍ الآخر، بأنَّ غناءه هابط، ولا قيمة (فنيَّة) له، وهو سُخْفٌ ومهزلة!‏ والشهادات المطنبة لا تخلو منها نشرة يومية أو أسبوعية.‏

وأغاني الكلِّ قد ارتفعت أعلامها، ببشاعة وجهها ونتن رائحتها، وخصوصا ما يسمونه بالكليبات التي تعتمد على أجساد المومسات، والتي تكثر فيها مظاهر الابتذال والحركات الرخيصة، والكلمات الساقطة، والأجواء الموبوءة، والتهاون بأعراض النَّاس وجسد المرأة...‏

 


[1] سورة الإسراء:آية 16.