المقدمة

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين.

وبعد: قد تتسالم الشعوب على أمر أو فكرة وهي من الأمور الخاطئة فتنتشر حتى تصبح مألوفة لدرجة أن من يعترض عليها، بل حتى من لا يميل إليها يعتبر شاذاً لا قيمة له، ومن تلك الأمور الخاطئة: الإدمان على الغناء، فهو يعتبر من الآفات الخطيرة التي ابتليت بها مجتمعاتنا الإسلامية فأصبح شبابنا اليوم -ومع الأسف الشديد- شغلهم الشاغل هو الغناء والموسيقى، فتراه يقضي ساعات طوالاً في سماع الغناء في البيت وفي الطريق وفي عمله...

فلذا ينبغي التنبيه على هذا الأمر الخطير والوباء المنتشر، فمن أراد الوقاية فعليه أن يعرف أولاً أسباب الداء وآثاره الخطيرة على الفرد والمجتمع حتى يقي نفسه منه، ومَن أراد الشفاء والخلاص من هذا الذنب الكبير فعليه أن يعرف الدواء، ونحن بدورنا نبين أسباب هذا الوباء وآثاره وعلاجه، فـ(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)[1].

ويقول سبحانه:(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) [2].

ويقول عز من قائل:(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)[3].

أسال الله أن نكون من الذاكرين والمذكرين وأن تنفعنا هذه التذكرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين.

 


[1] ق: 37.

[2] ق: 45.

[3] الذاريات: 55.