للغضب آثار سلبية على ظاهر الإنسان وباطنه، فمن آثار الغضب في الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام، واضطراب الحركة والكلام حتى يظهر الزبد على الاشداق، وتحمر الأحداق، وتنقلب المناخر، وتستحيل الخلقة، فهذا أثره في الجسد.
وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش، وقبيح الكلام الذي يستحيي منه ذوو العقول، ويستحيي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبط النظم، واضطراب اللفظ.
وأما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكن من غير مبالاة، فإن هرب منه المغضوب عليه أو عجز عن التشفي منه، رجع الغضب على صاحبه، فيمزق ثوب نفسه ويلطم وجهه، وقد يضرب يده على الأرض، ويعدو عدو الواله السكران، والمدهوش المتحير، وربما سقط صريعاً لا يطيق العدو والنهوض لشدة الغضب، ويعتريه مثل الغشية، وربما يضرب الجمادات والحيوانات، فيضرب أواني الأكل على الأرض -وقد يكسر ويريق ما على المائدة- إذا غضب وهو جالس عليها، وقد يتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة والجماد، ويخاطبها ويقول: إلى متى منك كذا، ويا كيت وكيت، كأنه يخاطب عاقلاً حتى ربما رفسته دابة فيرفسها ويقابلها به.
وأما أثره في القلب مع المغضوب عليه، فالحقد والحسد، وإظهار السوء والشماتة بالمساءة، والحزن بالسرور، والعزم على إفشاء السر وهتك الأستار والاستهزاء، وغير ذلك من القبائح، فهذه ثمرة الغضب المفرط وقد أشير إلى بعضها في الأخبار [1].