إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر خليفة الله ورسوله وكتابه كما وصفه رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسول الله، وخليفة كتابه)[1].
ولا أعظم من مقام الخلافة بالنسبة للإنسان، فهو محورٌ للتكريم والرحمة.
وهو خير الناس لقيامه بحمل الدعوة والانطلاق بها في واقع الحياة من أجل تقريرها وتحكيمها في العقول والقلوب والإرادة.
جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ وهو على المنبر ـ فقال: يا رسول الله من خير الناس؟ قال (صلى الله عليه وآله): (خير الناس أتقاهم للربِّ عزّ وجلّ، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر)[2].
وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر منازل ومقامات عالية في يوم القيامة تجعلهم موضع غبطة من قبل الأنبياء والشهداء، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ألا أخبركم بأقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء؟ يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله، على منابر من نور يعرفون، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى عباده، ويمشون على الأرض نصحاء). ثم وضّح (صلى الله عليه وآله) كيفية تحبيب عباد الله إلى الله فقال: (يأمرونهم بما يحب الله، وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله عزّ وجلّ)[3].