إنّ الإمام السجاد (عليه السلام) كان كباقي أهل البيت(عليهم السلام) منبعا للحكمة ومعدناً لها، فمن حكمه:
1- قال (عليه السلام): (التَارِكُ للأمْرِ بالمَعرُوفِ والنَّهي عَنِ المُنْكَر كَالنَّابِذِ لِكِتَابِ اللهِ وَرَاء ظَهْرِه، إلاَّ أنْ يَتَّقي تُقَاةً)، قيل له: وما يتَّقي تُقاة؟ فقال (عليه السلام): (يَخَافُ جَبَّاراً عنيداً أنْ يفرطَ عَلَيهِ أوْ أنْ يَطْغَى)[1].
2- قيل للإمام السجاد (عليه السلام): مَا الزُّهد؟ فقال (عليه السلام): (الزُّهْدُ عَشرَةُ أجْزَاء: فأعْلَى دَرَجَاتِ الزُّهْدِ أدْنَى دَرَجَاتِ الوَرَع، وأعْلَى دَرَجَاتِ الوَرَع أدْنَى دَرَجَاتِ اليَقِين، وَأعْلَى دَرَجَاتِ اليَقينِ أدْنَى دَرَجَاتِ الرِّضَى، وإنَّ الزُّهْدَ في آيَةٍ مِن كِتَابِ الله: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ))[2].
3- وعنه (عليه السلام): (إنَّ أحَبَّكُمْ إلَى اللهِ أحْسَنُكُم عَمَلا، وإنَّ أعْظَمَكُمْ عِندَ الله عَمَلا أعْظَمُكُمْ فِيمَا عِنْدَ الله رَغْبَةً، وَإنَّ أنْجَاكُم مِنَ عَذَابِ اللهِ أشدُّكُم خَشْيَةً للهِ، وَإنَّ أقْرَبُكُم مِنَ الله أوْسَعكُم خَلقاً، وَإنَّ أرْضَاكُم عِنْدَ اللهِ أسْبَغكُمْ عَلى عِيَالِهِ، وَإنَّ أكْرَمكُمْ عَلَى الله أتْقَاكُم لله)[3].
4- وعنه (عليه السلام) لبعض بَنيه: (يَا بُنيَّ، اُنظُر خَمْسَةً فلا تُصاحِبْهُم ولا تُحَادِثْهُم ولا ترافِقْهُم فِي طَريق(، فقال بعض بَنيه: يَا أبَتِ، مَنْ هُم؟ قال (عليه السلام): (إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةِ الكذَّابِ، فَإنَّه بِمَنزِلَة السَّرَاب، يُقرِّبُ لَكَ البَعيدَ، وَيبعِّد لَكَ القَريبَ، وَإيَّاكَ ومُصَاحَبَةِ الفاسِقِ، فإنَّه بَايِعُكَ بِأكلِةٍ، أو أقَلّ مِن ذَلِك، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ البَخيلِ، فَإنَّه يَخذُلُك في مَالِه أحْوج مَا تَكُونُ إِلَيهِ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ الأحْمَقِ، فَإنَّه يُريدُ أنْ يَنْفعَكَ فَيَضُرَّك، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ القَاطِعِ لِرَحِمِهِ، فَإنِّي وَجَدتُه مَلعُوناً فِي كِتَابِ الله عز وجل)[4].
5- وعنه (عليه السلام): (ابْنَ آدَم، إنَّكَ لا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ، وَمَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمِّكَ، وَمَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعاراً، وَالحَذَرُ لَكَ دثَاراً، ابنَ آدم، إِنَّك ميِّتٌ، وَمَبعوثٌ، وَمَوقُوفٌ بَينَ يَدَي اللهِ جَلَّ وعزَّ، فَأعِدَّ لَهُ جَواباً)[5].