تمهيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله المصطفى، أرسله بالهدى ودين الحق، وجعله بلاغاً لرسالته، وكرامة لأمته، وأنزل عليه القرآن نوراً لا تطفأ مصابيحه، وبحراً لا يُدرَك قعره، ومنهاجاً لا يُضَل نهجه، وفرقاناً لا يخمد برهانه.

وعلى آله المعصومين الذين هم معدن الإيمان، وينابيع العلم وبحاره، وأساس الدين وعماد اليقين.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التكاليف الشرعية المهمة حيث تقام بها سائر الوظائف، وهما من أسمى الفرائض وأشرفها، ووجوبهما من ضروريات الدين، وقد ورد الحث عليهما في الكتاب والسنة الشريفة.

قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْـخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[1].

وعن الإمام الرضا(عليه السلام)  قال: (كان رسول الله  (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله)[2].

ونظراً لأهمية هذه الفريضة المقدسة وغفلة الكثير عنها ارتئينا أن نقدم هذا الجهد القليل على شكل كراس، عسى أن يكون نافعاً لعموم المؤمنين ويسهم في تحقيق الشيء اليسير من أهداف الرسالة الإسلامية السمحاء.

 وقد قُسِّمَ هذا الكراس إلى عشرة مواضيع بالإضافة إلى المقدمة، وتناولنا فيه أهم مواضيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 نسأل الله تعالى أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه وحسنة مضاعفة في ميزان أعمالنا ويكون ذخراً لنا (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

 


[1] آل عمران: آية 104.

[2] الوسائل: ج 11 ص394.