العفة في روايات المعصومين

وردت أحاديث كثيرة في الإشارة إلى وجوب العفة ووصفها بأنها أفضل العبادة، كما في قول أمير المؤمنين(عليه السلام) : (إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج)([1])، فالتسليم لشهوة البطن والفرج والانقياد وراءهما مما يؤدي إلى دخول النار والعذاب الأليم، كما في الحديث الشريف: (أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان: البطن والفرج)([2]).

لذا نجد أن الإسلام قد حث كثيراً على مسألة العفة والعفاف، من جهة البطن والفرج باعتبارهما أهم أنواع العفة في مقابل المعصية التي يكتسبها الإنسان من هذين السبيلين، فتركيز الإسلام على العفة في هذين الموردين؛ لصيانة الإنسان المسلم وإبعاده عن ارتكاب ما حرم الله تعالى، لذلك عد الإسلام شهوة البطن والفرج من أكثر ما يتخوّف على المجتمع منه، كما في قول الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله): (ثلاث أخافهن بعدي على أمتي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج)([3])، وفي هذا المجال نورد بعض الروايات الخاصة بذلك:

أنس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (مَن ضَمِنَ لي اثنتين ضمنت له على الله الجنة، من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له على الله الجنة)([4])، فهذا الحديث يدل على أن معظم الذنوب تأتي من اللسان والفرج فمن استطاع أن يضمن سلامة كل منهما عن الحرام فيكون قد ضمن له مقعداً في الجنة.

(صلى الله عليه وآله): ( اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب محمداً وآل محمد العفاف([5]) والكفاف، وارزق من أبغض محمداً وآل محمد المال والولد) ([6]).

وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: (الصبر عن الشهوة عفة) ([7]).

(عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن الحنفية – قال: ومن لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده ([8]).

(عليه السلام)أنه قال: ( قَدْرُ الرجل على قَدْرِ نعمته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنَفَته، وعفته على قدر غيرته)([9]).

وعنه(عليه السلام): (أصل العفاف القناعة وثمرتها قلة الأحزان) ([10]).

وعنه(عليه السلام) قال: ( من عقل عفّ)([11]).

وعنه(عليه السلام) قال: ( أفضل العفة الورع في دين الله والعمل بطاعته)([12]).

وعنه(عليه السلام) قال: ( العفة رأس كل خير)([13])، وقال(عليه السلام): (أهل العفاف أشرف الأشراف)([14]).

أبي بصير قال: قال رجل لأبي جعفر الباقر(عليه السلام): إني ضعيف العمل، قليل الصيام، ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا، قال: فقال له: (أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج)([15]).

أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أفضل العبادة العفاف([16]).

ميمون القداح قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج ([17]).

أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام) يقول: ( مَن كَفَّ أذاه عن جاره أقاله الله عز و جل عثرته يوم القيامة، ومَن أعَفَّ بطنه وفرجه كان في الجنة مَلِكا محبوراً، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة)([18]).

المفضل قال: قال أبو عبد الله الصادق(عليه السلام): ( إنما شيعة جعفر مَن عَفَّ بطنَه وفرجَه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر) ([19]).

 


[1] الكافي: ج2 ص79.

[2] نفس المصدر.

[3] الكافي: ج2 ص79.

[4] وسائل الشيعة: ج 11 ص 199.

[5] والمراد بالعفاف: عفة البطن والفرج.

[6] بحار الانوار : ج 69 ص 59.

[7] مستدرك الوسائل: ج11 ص 263.

[8] وسائل الشيعة: ج15 ص250.

[9] نهج البلاغة: ج 4 ص13.

[10] بحار الانوار: ج 75 ص 7.

[11] عيون الحكم والمواعظ: 428.

[12] بحار الانوار: ج 74 ص 390.

[13] عيون الحكم والمواعظ: ص45.

[14] نفس المصدر: ص125.

[15] الكافي: ج2 ص 79.

[16] نفس المصدر.

[17] نفس المصدر ص80.

[18] الأمالي: ص646.

[19] وسائل الشيعة: ج15 ص251.