المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

يواجه مجتمعنا اليوم موجة من التحلل والانقياد وراء المخططات الاستعمارية على المستوى الفكري والاجتماعي، فأصبح الفرد المسلم يواجه مجموعة من التيارات المعادية للإسلام تتبنى شعار الإفساد والتعري سواء على المستوى الإعلامي بجميع أقسامه من القنوات التلفازية والإذاعية أو ما تنشره مؤسساتها ومنظماتها اللادينية من أفكار محاولة بذلك ترسيخها في ذهن الشباب المسلم كالحرية المطلقة القائمة على أساس الإباحية، والمسوغة لكلا الجنسين في إقامة العلاقات الغير مشروعة، وتهيئة السبل الكفيلة بإشاعة الفساد كتحفيز الجانب الشهواني لديهم من خلال التمثل بشخصيات تلفزيونية بشكل مبتذل، وإخراج الأفلام الخليعة وقصص الحب اللامشروع والبرامج التثقيفية الجنسية وفتح المواقع والصفحات الألكترونية التي تغذي طموحاتهم، وما يوصل إلى الغاية التي يبتغونها من فساد المجتمع.

والإنسان المسلم بحاجة إلى حصانة تمنعه من ارتكاب ما يؤدي إلى انتهاك كرامته الدينية وشخصيته الملتزمة، والعفة خير ما يتمسك به  الفرد المؤمن لصون النفس من الانحراف عن جادة الشريعة، ولا يتأتى ذلك بالامتناع عن الفساد الخلقي مرة أو مرتين، وإنما يكون بالتتابع لاكتساب الملكة كما سنبينه فيما بعد، إذن الإنسان بحاجة إلى ملكة تقيه مما يؤدي به إلى الهاوية والرذيلة، أعاذنا الله وإياكم من ذلك، ونسأل الله تعالى أن يأخذ بأيديها إلى ما فيه الصلاح في أمور دنيانا وأخرانا.