قصص عن الرياء

إخلاص الشيخ عباس القمي (قدس سره)

 إن لكتاب (منازل الآخرة) قصة مهمة تكشف عن إخلاص مؤلفه الشيخ عباس القمي (رضوان الله عليه) وبُعده عن الرياء، فعندما ألّف هذا الكتاب وطبعه، ووصل إلى مدينة (قم) المقدسة، وقعت نسخة منه بيد الشيخ الخطيب عبد الرزاق.. وكان هذا الشيخ غالباً ما يبيّن الأحكام الشرعية كل يوم قبل صلاة الظهر، وذلك في دار حرم السيدة المعصومة (فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام) ).

وكان والد الشيخ عباس القمي، وهو المرحوم محمد رضا، من مريدي الشيخ عبد الرزاق والمعجبين به، وكان يحضر مجلسه يومياً.
وذات يوم أخذ الشيخ عبد الرزاق يفتح كتاب (منازل الآخرة) ويقرأ منه مقاطع حول الموت وحياة البرزخ ومنازل الرحيل إلى عالم الآخرة، والناس -وفيهم والد الشيخ عباس القمي (محمد رضا)- كلهم خشوع وإنصات وتوجه لما يقرأه الشيخ عبد الرزاق من كتاب (منازل الآخرة) دون أن يذكر اسم مؤلفه ويعود (محمد رضا) إلى بيته في حال أخرى، وقد تأثر كثيراً بما سمع فنادى على ولده الشيخ عباس وهو لا يعلم أنه مؤلف هذا الكتاب:

محمد رضا: يا شيخ عباس.

الشيخ القمي: لبيك يا أبه.

محمد رضا: يا ليت أنك يا ولدي مثل هذا الشيخ.. الشيخ عبد الرزاق تصعد المنبر وتقرأ لنا من هذا الكتاب حول منازل الآخرة.
الشيخ عباس: إن شاء الله يا أبه، تكرّم عليَّ بالدعاء لي ليوفقني الله تعالى أن اقرأ في مثل هذا الكتاب على مسامعكم الكريمة.
محمد رضا: ما زلت موفقاً مؤيداً رزقك الله ذلك.

الراوي: وكان في إمكان الشيخ عباس القمي رضوان الله عليه أن يستثمر فرصة إعجاب الناس بكتابه (منازل الآخرة) فيعلن أنه من تأليفاته ونتاج قلمه.. إلا أنه آثر الإخلاص على الرياء.

 

قصة المرأة العجوز مع المسجد

يحكى أن ملكاً من الملوك أراد أن يبني مسجداً في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره... حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك.
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه، وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام كأن ملكاً من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم امرأة، فلما أستيقظ الملك من النوم أستيقظ فزعاً وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه مازال على المسجد، فذهبوا ورجعوا وقالوا: نعم... اسمك مازال موجوداً ومكتوباً على المسجد، وقال له حاشيته هذه أضغاث أحلام، وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا، رأى ملكاً من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة على المسجد، وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده يتأكدون هل ما زال اسمه موجوداً على المسجد، ذهبوا ورجعوا وأخبروه أن اسمه ما زال هو الموجود على المسجد، تعجب الملك وغضب.

فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما أفاق الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد، فأمر بإحضار هذه المرأة فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة ترتعش، فسألها هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى؟
قالت: يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه فلا يمكنني أن أعصيك. فقال لها: أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد؟

قالت: والله ما عملت شيئاً قط في بناء هذا المسجد إلا....

قال الملك: نعم إلا ماذا؟

قالت: إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا إحدى الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوطة بحبل إلى وتد في الأرض، وبالقرب منها (سطل) به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل، والعطش بلغ منه مبلغاً شديد، فقمتُ وقرّبتُ (سطل) الماء منه فشرب من الماء، هذا والله الذي صنعت.
فقال الملك أييييه... عملتي هذا لوجه الله فقبل الله منك وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك فلم يقبل الله مني، فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد.

سبحان الله... سبحان الله... سبحان الله...اجعل عملك خالصاً لله تعالى، ولا تحتقر شيئاً من الأعمال، فما تدري ما هو العمل الذي قد يكون فيه دخولك الجنات أو نجاتك من النيران.

 

لا يقبل الله إلا الخالص

عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إن أول من يُدعى يومَ القيامة رجلٌ جَمَع القرآن، ورجل قُتِل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله عز وجل للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلتُ على رسولي؟ فيقول بلى: يا رب، فيقول ما عملت فيما علمت؟ فيقول يا رب قمت به في آناء الليل وأطراف النهار، فيقول الله تعالى كذبت وتقول الملائكة: كذبت ويقول الله تعالى إنما أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله تعالى ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد فيقول بلى يا رب فيقول فما عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله تعالى كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل ذلك ويؤتى بالذي قُتِل في سبيل الله فيقول الله تعالى ما فعلت فيقول أُمِرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قُتِلت فيقول الله تعالى كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان شجاع جرئ فقد قيل ذلك ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولئك تسعر لهم نار جهنم)[1].

القصة الثانية:

قال الابن لوالده: لقد أعطيتُ مسؤولَ الجمعية الخيرية المالَ الذي تبرعنا به، وحين سألني عن صاحب المكرمة ذكرت له اسمك.

قال الأب: ألم أوصِك - يا بنيّ- أن لا تفعل ذلك؟ ألم أقل لك: ادفع المال، وذيّل التوقيع باسم (فاعل خير) وامضِ دون أن يعرفوك؟

قال الابن: اجتهدت - يا والدي- أن تُعرف برَجل (البر والتقوى) ليقتدي بك الناس في السخاء والكرم.

قال الأب: أنا لا أحب الرياء يا ولدي، فإنه يُحبط العمل الصالح، ويُضيع الأجر.

قال الابن: من قال إنك تـُرائي بتبرعك بما أعطاك الله يا أبي... إلاّ أنه خطر ببالي أن تبرعك على أعين الناس يشجعهم على تقليدك فيبذلوا المال... وقد ترغب مرة أن ترشح نفسك لمنصب يخدم الأمة، فيكون ذكرك الحسنُ شفيعاً عندهم للوصول إلى ما تبتغيه من خدمتهم والسهر على مصالحهم.

قال الأب: حسبك - يا بني - فهذه - والله - المراءاةُ بعينها... لقد ضيعتني - يا ولدي - استغفر الله وأتوب إليه... ما كنت أقصد ذلك.. أستغفرك، يا رب.

قال الابن: كيف يَضيرُك ما فعلتـُه -يا أبتِ- أنا لا أقصد إلا الخير، وهل في أن تكون النية الصالحة مختلطة بالمصلحة الدنيا مدعاة إلى سخط الله؟!

قال الأب: إن الله تعالى لا يقبل من عبده إلاّ ما كان خالصاً لوجهه الكريم.. هل سمعتَ بقصة الشهيد والعالِم والمحسن الذين كـُبـّوا على وجوههم في النار حين تباهـَوا بما فعلوا؟

قال الابن: أرجو -يا والدي- أن تعلَمني وترشدني، فأنا إلى نصائحك وإرشادك أحوج مني إلى الماء الزلال.

قال الأب: يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) يوماً لأصحابه وهم متحلقون حوله ترنو إلى وجهه الصبوح عيونُهم، وترشف من معين تعاليمه قلوبُهم:

إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهد.

قال أحدهم: أيُقضى عليه أم له؛ يا رسول الله؟ فقد سمعنا منك أنه شهيد، والشهيد له الدرجات العلا كما علمتنا يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه وآله): بل يُقضى عليه... تأتي به الملائكةُ إلى الحق -جلّ وعلا- فيُعرّفه نعمته التي أنعم بها عليه: الإيمان، الصحة، العافية، القوة، الرزق.... فيُقر الرجل بنعم الله تعالى عليه..... فيسأله الله تعالى -وهو العليم- فما عملتَ فيها؟

يقول الرجل: قاتلت في سبيلك وخضت المعارك أُعلي كلمة الحق، واستشهدت دفاعاً عن دينك القويم.

فيقول الحق تبارك وتعالى: كذبت أيها الرجل (وإذا نطق الحق خرست الألسنة ونُكّست الرؤوس، وأيقن المخاطَب بالهلاك والثبور وعظائم الأمور) وتقول الملائكة أيضاً أكذبت ولكنك قاتلت ليقول الناس إنك شجاع، وجريء... وقد قيل، فليس لك عندي ثواب سوى النار، فأنا لا أقبل إلا ما كان خالصاً لوجهي، خذوه إلى النار... فيُسحب الرجل على وجهه مَهيناً ذليلاً، ثم يُلقى في نار جهنّم.

ثم يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): ومثله رجل تعلم القرآن، وعلّمه الناسَ، فلهجوا بذكره، وكبر في عيونهم، وقرأ القرآن بصوت حلو عذب، فرتـّله ترتيلاً رائعاً، فمالت رؤوس القوم له يستزيدونه، فيزيدهم، ويُطرونه، فيَسعد بإطرائهم.. ولقد كان يتعلّم، ويعلّم، ويقرأ ليستفيد مالاً ومركزاً وذكراً حسناً بالإضافة إلى ما يظنّه العملَ الصالحَ.. فهو يُفيد الناس َ!!!

تأتي به الملائكة يوم القيامة فيقف أمام الحق تبارك وتعالى، فيُعرّفه نعمه الجليلة وأفضاله، فيقرّ بها الرجل، ويعترف بفضل الله سبحانه عليه، فيسأله الله تعالى -وهو العليم بما قدّم في الدنيا- فما عملتَ فيها؟

يقول الرجل: تعلمتُ القرآن، وعلّمتُه، وقرأت القرآن ورتّلتُه... كل ذلك ابتغاء مرضاتك -يا رب- وطلباً لجنتك.

فيقول الحق تبارك وتعالى: كذبت أيها الرجل (وهنا يشعر أنه خسر نفسه بريائه، وهوى في جهنم قبل أن يهوي فيها، وهل بعد قول الجليل قول؟) ولكنك تعلمتَ ليُقال: عالم، وقرأتَ القرآن ليقال: قارئ، وقد قال الناس ذلك، ونلتَ استحسانهم، وهذا ثوابك الذي أردتـَه، فليس لك عندي سوى نار جهنم، فأنا لا أقبل من العمل إلا الخالص لي... خذوه إلى جهنم... فيُسحب على وجهه خاسراً حتى يُلقى فيها.

ثم يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): ومثله رجل وسّع الله عليه، فأعطاه المالَ أصنافاً -دنانير ودراهم ودوراً وعقاراتٍ وأنعاماً- فقدّم إلى المحتاجين الكثير، وعُرف بين الناس بـ (رجل جواد كريم) فسُرّ لهذا اللقب، فجعل يُعطي، ويمُنّ على العباد. وما جلس مجلساً إلا ذكر ما فعله، وعدّد ما قدّمه... تأتي به الملائكة أمام علاّم الغيوب، فيُعرّفه أفضاله الجزيلة وخيراتِه الوفيرة، فيقرّ الرجل بفضل الله تعالى عليه، وهل يُنكر عاقل فضل الله وكرمه؟!! فيسأله الله تعالى -وهو العليم.. العليم بكل شيء- ما عملْتَ فيما أعطيتك وفضّلتُ عليك؟

يقول الرجل: ما تركتُ من سبيل تحب -يا رب- أن يُنفق المال فيه إلا أنفقته في مرضاتك.

فيقول الحقّ تبارك وتعالى: كذبت: (... حين ينطق من يعلم السرائر بهذه الكلمة فقد باء المقصود بها بالمصير المرعب والنهاية الفاضحة، فيا ويل من يصفه الله تعالى بالكذب) ولكنك بذلت المال ليقول الناس: إنه جواد كريم، وقد قالوا ذلك، فماذا تبَقّى لك عندي؟! هكذا من يسلك طريق الرياء يجد عاقبة الرياء تنتظره... خذوه إلى جهنّم.. (إنه الحكم الفصل الذي لا استئناف فيه) ... وتجرّه ملائكة العذاب على وجهه مهيناً ذليلاً، فيُلقى في نار جهنّم.

وينهي الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حديثه، فترى القوم يسبحون في عرقهم خوف أن يكون في عملهم رياء، ويستعيذون بالله من الرياء، وسوء مصير صاحبه.

وسكت الأب هنيهة، ونظر إلى ابنه ليراه واجماً ساهماً، كأنّ على رأسه الطير. فقال: أعرفتَ يا ولدي كيف ينبغي أن يكون العمل لله وحده؟ فكان سكوت الولد أوضح جواب.

 

مسجد بهلول

يحكى أن البهلول (رحمه الله) كان يتمشى في شوارع بغداد ووجد أناساً يقومون ببناء مسجد وكان أحدهم يقوم بالإشراف على البنّائين فسأله البهلول ماذا تفعلون؟

فأجابه الرجل: أبني مسجداً للمسلمين ولخدمة الناس.

فقال البهلول: حسناً تفعل ولكن أرجوك عندما تنتهي أكتب على مدخل المسجد (مسجد البهلول).

فقال الرجل للبهلول وهو غاضب ويصرخ بوجه البهلول: أنا أبني المسجد ويكون باسمك!!!! فضحك البهلول وقال له: إن كنت تبني المسجد لله تعالى فما ضرك أن يكون باسمي، وإن كان همك الاسم فلماذا تدعي كذباً أنه للمسلمين وخدمة الناس.

لا تجعل أفعالك التي تطمح بأن تقربك إلى الله تعالى تكون السبب في بُعدك عن الله بسبب الرياء.

 

الرياء للدنيا

نصب رجل من بني إسرائيل فخّاً فجاءت عصفورة، فنزلت عليه، ثم قالت: ما لي أراك منحنياً؟

قال: لكثرة صلاتي انحنيت، قالت: فما لي أراك بادية عظامك؟

قال: لكثرة صيامي بدت عظامي.

قالت: فما لي أرى هذا الصوف عليك.

قال: لزهدي في الدنيا لبست الصوف.

قالت: فما هذه العصا عندك.

قال: أتوكأ عليها، وأقضي بها حوائجي.

قالت: فما هي الحبة في يدك؟

قال: قربان، إن مرّ بي مسكين تصدقت به عليه.

قالت: فإني مسكينة.

قال: فخذيها.

فدنت فقبضت على الحبة، فإذا الفخ في عنقها.

فصارت تقول: لا يغرني ناسك مراء بعدك أبداً.

 

الغراب المتخفّي

لاحظ سامح أن زميله شوقي يتقمص شخصية غير شخصيته، فهو مُصاب بداء الرياء، يلبس قناعاً يخفي وراءه حقيقة شخصيته. في جلسة هادئة تحدث معه عن الرياء، موضحاً أن المرائي لابد وأن ينكشف أمره مهما أتقن دوره، مقدماً له قصة الغراب المتخفي، قائلاً له:

كان غراب كسلاناً يميل إلى الخداع، عوض أن يبحث عن الطعام دفن نفسه في كومة من الرماد ليخفي شخصيته.

انطلق نحو جماعة من الحمام تعيش في حقل. سار نحو الحمام لكي يأكل من أكله، ولكي يخطف الصغير منها.

أدرك بعض الحمام الكبير أنه غراب متخفّي، وذلك من طريقة مشيه، فثاروا ضده وهاجموه، فاضطر أن يهرب ويطير.

عاد في اليوم الثاني بعد أن أتقن دوره، فكان يمشي كالحمام. وبالفعل لم يستطع الحمام الكبير أن يكتشفه. لكنه إذ وجد قطعة لحم خطفها، فأدركوا أنه ليس حمامة، وطردوه.

في اليوم الثالث جاء بعد أن تعلم درساً من اليوم السابق ألا يأكل إلا ما يأكله الحمام.

انطلق الغراب نحو الحمام يمشي بذات طريقة الحمام، ويحاول ألا يأكل إلا ما يأكله الحمام. لكن ما أن بدأ يأكله حتى عبر صديق له قديم فصار يناديه، وللحال ردَّ عليه الغراب بصوت غراب فانكشف أمره.

في المرة الأولى انكشف بخطوات مشيه، والثانية بتذوقه للطعام، والثالثة بصوته!

هكذا مهما حاول الإنسان أن يرتدي قناعاً ليخفي به حقيقة أعماقه، فإن سلوكه أو شهواته أو لغته تظهره.

 


[1] أسرار الصلاة: ص142.