الرياء في القرآن الكريم

قد ورد ذم الرياء في الكتاب في آيات عديدة:‏

1- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ...)[1]، فقد قرن الله تعالى في هذه الآية الشريفة بين الرياء وإبطال العمل.

2- وقال تعالى:(وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ)[2]، وهنا عطف الله تعالى عدم الإيمان بالله ولا باليوم الآخر على الرياء، واعتبرهما صفتين متلازمتين في الإنسان فمتى وجدت الأولى وجدت الأخرى.

3- وقال تعالى:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ)[3]، وهنا يبين الله سبحانه صفتين للمرائي، وهما الكسل عن العبادة في الخلوة، وخداع الناس، وبين واقع الحال وهو أن المخدوع نفس المرائي لا الناس، لأنه في الحقيقة يخسر عمله في الآخرة ولا يحصل من الناس على شيء.

4- وقال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ)[4]، يذم الله المرائين ويمنع التشبه بهم

5- وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)[5]، وويل إما اسم للعذاب أو هو وادٍ في جهنم يتأذى أهل النار من حره وهو جزاء للمرائي.

6- وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)[6]، وهنا تعريض بالمرائي بأنه لا يرجو ولا يرقب لقاء الله تعالى، إذ لو كان يرقبه لعمل له.

7- وقال تعالى:‏ (يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)[7]، وهذه صفة المرائي الرئيسية، وهي عدم ذكر الله تعالى حقيقة بينه وبين نفسه إلا قليلاً، فهو ليس له دافع يدفعه إلى العمل لله تعالى بل يعمل لإرضاء الناس.

 


[1] سورة البقرة: آية 264.

[2] سورة النساء: آية 38.

[3] سورة النساء: آية 142.

[4] سورة الأنفال: آية 47.

[5] سورة الماعون: آية 4-7.

[6] سورة الكهف: آية 110.

[7] سورة النساء: آية 142.