المقدمة

إن الرياء داء عضال يغضب الرب والتحذير منه وصية الأنبياء، فإن الله عز وجل حذّرنا من الرياء في الأقوال والأفعال وذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، لسوء عاقبته، وخدشه في التوحيد، وبيّن لنا سبحانه أن الرياء يحبط الأعمال الصالحة، وهكذا الروايات الواردة عن النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) حذّرت من الرياء وشددت حرمته، وبعد هذا وذاك فإن الرياء مرض نفسي واجتماعي قلّما تخلو منه مجتمعاتنا الإسلامية، وله آثار خطيرة على مستوى الفرد والمجتمع، وهذه المحاولة تقع في إطار محاربة بعض الظواهر الاجتماعية التي تبتلى بها مجتمعاتنا، وإيجاد الحلول الناجعة لها عن طريق استعراض الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي تعرضت لها، وبيان المساوئ الدنيوية والأخروية التي تنجم منها، لنصل في النهاية إلى تصور كامل عن هذا الداء الخطير الذي يحبط العمل ويسخط الرب ويترك الإنسان فريسة ذنوبه وآثامه حيث لا منجي يومئذ من الله وعذابه إلا من أتى الله بقلب سليم.