لم ينفرد الإسلام بهذا الموقف الواضح من الربا، بل إن الشرائع والديانات كلها قد أجمعت على تحريم الربا، ففي الديانة اليهودية ورد هذا النص في العهد القديم وهو خاص بالربا: (إذا أقرضت مالاً لأحد أبناء شعبي فلا تقف منه موقف الدائن، ولا تطلب منه ربحاً لمالك).
وفيه أيضاً نص آخر حول الربا يقول: (إذا أقرضت فضة لشعبي الفقير....فلا تكن له كالمرابي)[1].
وفيه أيضاً نص ثالث يقول: (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة،أو ربا طعام، أو ربا شيء مما يقرض بربا)[2].
هذا في التوراة، أما في الإنجيل فقد ورد فيه: (إذا أقرضتم لمن تنظرون منهم المكافأة فأي فضل يُعرَف لكم، ولكن افعلوا الخيرات وأقرضوا غير منتظرين عائدها حتى يكون ثوابكم جزيلاً )[3]. وقد اتفقت الكنائس جميعها على تحريم الربا.
وذكر المستر دنيس: (إن أحبار الكنيسة الكاثوليكية لم يحرموا الأرباح الناتجة على المغامرات التجارية أو الإيجار عن استخدام الأراضي أو الأرباح الناتجة عن بيع ثمار الأرض أو أرباح أي رأس مال آخر، و إنما حرموا الفوائد المالية على المال المقرض)[4].
وقد عبّر القرآن الكريم بشكل صريح عن تحريم الربا في بني إسرائيل - كما تقدم ذلك - في قوله عَزَّ مِن قائل: (فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)[5].