الربا في الروايات

لما كان النبي (صلى الله عليه وآله) هو المأمور بتبليغ الدين وتأسيس الشريعة على الموازين التي أنزلها الله تعالى، وكذلك كان أهل البيت (عليهم السلام) هم الحماة لهذه الشريعة والمبينون لمعالمها، لذا نرى أن أحاديثهم (صلوات الله عليهم) هي التي ترسم معالم الدين وتبين تفاصيله الدقيقة، ليكون الناس على بينة من دينهم، وليهلك من هلك عن بينة ويحيى عن حيىّ عن بينة، فلذلك لابد من استعراض رواياتهم الشريفة لنفهم منها خصوصيات كثيرة عن الربا وخطره وعقوبته، ومكانة المرابي ومنزلته في الإسلام، فلنستعرض جملة من هذه الروايات، فنكون على بصيرة من حال المرابي وخطر الربا على المجتمع.

عن النبي (صلى الله عليه وآله)-في حديث- قال: (ومن أكل الربا ملاء الله بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل، وإن اكتسب منه مالاً لم يقبل الله منه شيئاً من عمله، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده قيراط)[1].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (شر المكاسب كسب الربا)[2]

وقال (صلى الله عليه وآله) : (لا يقبل الله صلاة خمسة نفر: الآبق من سيده، وامرأة لا يرضى عنها زوجها، ومدمن الخمر، والعاق، وآكل الربا)[3].

وعنه (صلى الله عليه وآله)، قال: (إذا أكلت أمتي الربا، كانت الزلزلة والخسف) [4].

عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: (إذا ظهر الزنى والربا في قرية، أُذِن في هلاكها)[5].

عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال في وصيته له: (يا علي الربا سبعون جزءاً فأيسرها مثل أن ينكح الرجل أمّه في بيت الله الحرام، يا علي درهم ربا أعظم من سبعين زنية كلها بذات محرم في بيت الله الحرام)[6]، وتكرر هذا الذيل عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)  قال: درهم ربا أشد من سبعين زنية كلها بذات محرم[7].

عن أبي جعفر (عليه السلام)  قال: (أخبث المكاسب كسب الربا)[8].

عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليهم السلام) يقول: (وجدت في كتاب علي بن أبي طالب (عليه السلام): إذا ظهر الربا من بعدي ظهر موت الفجأة، وإذا طففت المكاييل أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الحكم تعاونوا على الإثم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم شرارهم، ثم يدعو خيارهم فلا يستجاب لهم)[9].

سأل رجل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) فقال: وقد أرى من يأكل الربا يربو ماله، فقال: (فأي محق أمحق من درهم ربا يمحق الدين، فإن تاب منه ذهب ماله وافتقر)[10].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إذا أراد الله بقوم هلاكاً ظهر فيهم الربا)[11].

 عن شهاب بن عبد ربه قال:  سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)  يقول: (آكِل الربا لا يقوم حتى يتخبطه الشيطان من المس)[12].

 


[1] وسائل الشيعة:  ج18، ص120.

[2] من لا يحضره الفقيه: ج3، ص277.

[3] مستدرك الوسائل: ج13، ص331.

[4] المصدر السابق: ج13، ص331.

[5] مستدرك الوسائل: ج13، ص331.

[6] الخصال: ص583.

[7] الكافي: ج5، ص145.

[8] المصدر السابق: ج5، ص145.

[9] الأمالي للشيخ الطوسي: ص210.

[10] من لا يحضره الفقيه: ج3، ص279.

[11] وسائل الشيعة:  ج18، ص120.

[12] وسائل الشيعة: ج18، ص120.