الربا من أعظم الكبائر التي تفتك بالأمة، وأكبر الموبقات التي تهدم كيان المجتمع، لما يؤدي إليه من نتائج سيئة، كتفشّي رذيلة الكسل، وسدّ باب العمل وتعطيل القوانين، وأكل أموال الناس بالباطل، والقضاء على سُبل الخير.
وما يسببه من ويلات وكوارث اقتصادية، وإثارة للأحقاد والأضغان بين أفراد الأمة، الأمر الذي يؤدي إلى تمزّق الصف، وتفرّق الكلمة، وسحق المعنوية، فهو إذن قوة هدامة للمجتمع.
يؤدي الربا -كنتيجة حتمية- إلى تجمع الثروة في أيدي فئة خاصة من المجتمع، وحرمان الملايين منها، ووقوعهم في استعباد تلك الفئة المالكة، فهو إذن لا يلتقي بحال مع النظام الإسلامي القائم على حفظ حقوق المجتمع، وتنظيم علاقاته ومعاملاته، وصيانة كرامته، وتوفير العيش الكريم إليه، والذي يهدف إلى إيجاد توازن مالي بين أفراد المجتمع، وتعميم الرخاء والرفاهية.
والربا يؤدي إلى تضخم فئة على حساب بقية الفئات فهو يبني سعادة فريق من المجتمع على شقاء الآخرين وبهذا يشيع بين الأمة الحقد والحسد والتنافر، فتتفكك روابطها، وتضعف معنوياتها، وتكون لقمة سائغة لعدوها.
من أجل ذلك بين الإسلام عظم وزر الربا، وضاعف عقابه، وتوعّد عليه، ولم يأت بتفضيع أمر أراد إلغاءه كالربا، كما تتكفل بذلك النصوص القرآنية والروايات الشريفة التي سيتم التعرض لها لاحقاً إن شاء الله تعالى.