توقع الإمام الحسين (عليه السلام) أن عاقبة نهضته القتل
بل صرح الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه ولوّح بأنه يقتل في هذه النهضة المقدسة، كما يأتي في خطبته (عليه السلام) في مكة حينما أراد الخروج إلى العراق.
وعن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: ((خرجنا مع الحسين (عليه السلام) فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله. وقال يوماً: ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا (عليه السلام) أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل))[1]. ونحوه حديث الإمام الحسين (عليه السلام) مع عبد الله بن عمر [2].
وفي حديث له مع بعض من لقيه في الطريق قال فيه: ((هذه كتب أهل الكوفة إلي. ولا أراهم إلا قاتلي ...))[3]. وفي حديث له مع أبي هرة الأزدي: ((يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية. وليلبسنهم الله تعالى ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً...)[4].
وقد سبق منه (عليه السلام) تأكيده لعمر بن سعد صدق ما يتحدث به الناس من أنه سيقتله، وأنه من بعده (عليه السلام) لا يأكل من برّ العراق إلا قليلاً. وكرر (عليه السلام) التنبؤ له بقلة بقائه بعده قبل المعركة بأيام[5].
وقال له يوم عاشوراء قبيل المعركة: ((أما والله يا عمر ليكونن لما ترى يوماً يسوؤك))[6]. وقال له أيضاً: ((يا عمر أنت تقتلني، وتزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان. والله لا تتهنأ بذلك أبداً. عهد معهود. فاصنع ما أنت صانع. فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة. وكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان، ويتخذونه عرضاً بينهم))[7].
كما خطب (صلوات الله عليه) عسكر ابن سعد لما رأى منهم التصميم على قتاله، فقال في آخر خطبته: ((ثم أيم الله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس، ثم تدور بكم دور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور. عهد عهده إليّ أبي عن جدي. (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُن أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً)[8].
وقال (عليه السلام) في دعائه عليهم: ((اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف. وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة ... [9] ولا يدع فيهم أحداً إلا قتله، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم))[10]... إلى غير ذلك.
[1] الإرشاد ج: ۲ ص: ۱۳۲، إعلام الورى بأعلام الهدى ج: ١ ص: ٤٢٩، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج: ۳ ص: ۲۳۷، بحار الأنوار ج: ١٤ ص: ١٧٥، وج: ٤٥ ص: ۹۰، ۲۹۸.
[2] الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ٢٨ وصية الحسين (رضي الله عنه) لأخيه محمد (رضي الله عنه). مقتل الحسين للخوارزمي ج: 1 ص: ۱۹۲ الفصل العاشر.
[3] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ٢١٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٣٠٦ في ترجمة الحسين الشهيد تاريخ الإسلام ج:5 ص: ١٢ الطبقة السابعة: حوادث سنة واحد وستين: مقتل الحسين. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ۱۸۳ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٦٤ ح: ٢٩٠. نظم درر السمطين ص: ٢١٤. وغيرها من المصادر.
[4] مقتل الحسين للخوارزمي ج: ١ ص: ٢٢٦ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له. الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ٧٩ ذكر مسير الحسين (رضي الله عنه) إلى العراق. اللهوف في قتلى الطفوف ص: 43-44 خروج الحسين من مكة إلى العراق. وغيرها من المصادر.
[5] تاریخ دمشق ج: ٤٥ ص: ٤٨ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص، تهذيب الكمال ج: ٢١ ص: ٣٥٩ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص. تهذيب التهذيب ج: ٧ ص: ٣٩٦ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص. تاريخ الإسلام ج: ٥ ص: ١٩٥ في ترجمة عمر بن سعد بن أبي وقاص. الفتوح لابن أعثم ج:5 ص: 103 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي (رضي الله عنه). مقتل الحسين للخوارزمي ج: 1 ص: ٢٤٥ الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، وغيرها من المصادر.
[6] ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ۷۲ ح: ۲۹۲، واللفظ له. سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٣٠٢ في ترجمة الحسين الشهيد.
[7] مقتل الحسين للخوارزمي ج: ۲ ص: ۸، واللفظ له. بحار الأنوار ج: ٤٥ ص: ١٠.
[8] اللهوف في قتلى الطفوف ص: ٥٩، واللفظ له تاريخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۱۹ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. مقتل الحسين للخوارزمي ج ۲ ص: ٧. كفاية الطالب ص: ٤٢٩.
[9] مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢ ص: ٨، واللفظ له اللهوف في قتلى الطفوف ص: ٦٠.
[10] بحار الأنوار ج: ٤٥ ص: ١٠، واللفظ له العوالم ص: ٢٥٣.