نظرية أن التخطيط لواقعة الطف بَشريّ
أولهما: أن التخطيط لها كان بشرياً، وأن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) قد خطط للنهضة وفق قناعاته وحساباته المادية، من أجل الاستيلاء على السلطة. وكان لمزاجيته في التعامل مع الأحداث، وموقفه الحدّي الانفعالي من خصومه عامّة، ومن يزيد خاصّة، أعظم الأثر في ذلك.
بل قد يظهر من بعضهم أن ذلك قد أفقده النظرة الموضوعية في تقييم الظروف المحيطة به، والموازنة بين القوى التي له والتي عليه. وأنه قد اغتر بمواعيد من كتب له من أهل الكوفة، أو انخدع بنصيحة ابن الزبير له بالخروج[1]، ليخلو له الحجاز.
وعلى كل حال فهو (عليه السلام) عند أهل هذا الاتجاه قد حاول بخروجه تنفيذ مخططه في الاستيلاء على السلطة، إلا أنه لم يتسن له ما أراد، لخطئه في تقييم الأوضاع التي عاشها، والحزم خصومه وصرامتهم، وخيانة من دعاه وتعهد بنصره من أهل الكوفة، حتى انتهى الأمر إلى قتله وقتل من معه، والإجهاز على مشروعه. كما توقع ذلك كثير من أهل الرأي والمعرفة. وقد نصحه كثير منهم - من أجل ذلك - بعدم الخروج.
وهذا هو الذي يظهر من كثير ممن تعرض لنهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) من الجمهور.
[1] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۳۹ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤٤٠ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٨٦: ٢٩٩.