دعوة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مكارم الأخلاق

رسم الإمام الحسين (عليه السلام) لأهل بيته وأصحابه مكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات، وأمرهم بالتَحلّي بها ليكونوا قُدوة لغيرهم، وفيما يلي بعضا من أحاديثه وكلماته ووصاياه (عليه السلام) في هذا المجال:

1- الحِلمُ زِينةٌ، والوَفاءُ مُروءَةٌ، والصِّلَةُ نِعمةٌ، والاستِكثارُ صَلَفٌ، والعَجلةُ سَفَهٌ، والسَّفهُ ضَعفٌ، والغُلوُّ وَرطةٌ، وَمُجَالسةُ أهلِ الدَّناءة شَرٌّ، ومُجَالسةُ أهلِ الفُسوقِ رِيبةٌ)[1].

2- الصِّدقُ عِزٌّ، والكذبُ عَجزٌ، والسِّرّ أمَانَةٌ، والجوَار قَرَابةٌ، والمَعونةُ صَدَقةٌ، والعَملُ تَجربةٌ، والخُلقُ الحَسنُ عِبادةٌ، والصَّمتُ زَينٌ، والشُّحُّ فَقرٌ، والسَّخَاءُ غِنىً، والرِّفقُ لُبٌّ)[2].

3- لا تَتَكلَّف مَا لا تُطيق، ولا تَتَعرَّض لِمـا لا تُدرِك، ولا تَعِدُ بِما لا تقدِرُ عليه، ولا تُنفِقُ إلا بقَدَر ما تستفيد، ولا تَطلبُ مِن الجزاء إلا بِقَدر مَا صَنَعت، ولا تَفرَح إِلاَّ بِما نِلتَ من طاعة الله، ولا تَتَنَاوَلْ إلا ما رأيتَ نَفسَكَ أهلاً لَه)[3].

4- قال (عليه السلام) لابن عباس: (لا تَتَكَلَّمَنَّ فيما لا يَعنيك، فَإنِّي أخافُ عليك الوِزر، ولا تَتَكَلَّمَنَّ فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فَرُبَّ متكلمٍ قد تكلم بالحقِّ فَعِيب، ولا تُمَارِيَنَّ حَليماً ولا سَفِيهاً، فإنَّ الحَليم يقليك، والسَّفيه يؤذيك، ولا تقولنَّ في أخيك المؤمن إذا تَوارى عنك إلا مَا تُحبُّ أن يَقولَ فيك إذا تَواريتَ عنه، واعمل عملَ رَجلٍ يَعلَم أنه مأخوذٌ بالإجرام مَجزىٌ بالإِحسَان)[4].

5- كان (عليه السلام) ينشد دوماً هذه الأبيات الداعية إلى حُسن الخُلق، وعَدم العَناء في طَلب الدنيا، ويَزعمُ بعض الرُّوَاة أنها من نَظمِه (عليه السلام) وهي:

لَئِنْ كَانَت الأَفعالُ يوماً لأهلِهــــا      كَمالاً فَحُسنُ الخُلقِ أبْهَى وَأكمَـلُ

وَإِنْ كَانَت الأرزَاقُ رِزقاً مُقَـــدَّراً      فَقِلَّةُ جُهدِ المَرءِ فِي الكَسبِ أجْمــلُ

وَإِنْ كَـانَت الدُّنيا تُعَـدُّ نَفِيسَـــــةٌ       فَـدَارُ ثَـوَابِ اللهِ أعلَـى وَأنبَــــلُ

وَإِنْ كَانَت الأبْدَانُ لِلمَوتِ أُنشِأَتْ       فَقتلُ امْرِئٍ بِالسَّيفِ فِي اللهِ أفضَـلُ

وَإِنْ كَانَت الأمْوَالُ لِلتركِ جَمْعُهَـــا     فَمَا بَالُ مَتْروكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَــــــلُ[5]

 


[1] كشف الغمّة للإربلي: ج2، ص30 .

[2] تاريخ اليعقوبي: ج2، ص246.

[3] أعيان الشيعة لسيد محسن الأمين: ج1، ص621 .

[4] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج75، ص127.

[5] مختصر صفة الصفوة لابن الجوزي: ص62.