تربى الإمام الحسين (عليه السلام) بين أحضان جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذي كان أفصح مَنْ نطق بالضاد، ثم انتقل إلى حضن أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام)، الذي كان كلامه بعد كلام النبي(صلى الله عليه وآله)، فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق، ناهيك عن كلام أُمّه الزهراء(عليها السلام)، التي تفرغ عن لسان أبيها، فلا غرو أن نجد الحسين (عليه السلام)
أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء.
وقد تجلى ذلك في واقعة عاشوراء، عندما اشتد الخطب وعظم البلاء وضاق الأمر، فلم يتزعزع ولم يضطرب، وخطب بجموع أهل الكوفة، بقلب ثابت ولسان طليق ينحدر منه الكلام كالسيل، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه، حتى قال فيه عدوّه: ويلكم كلّموه فإنه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر[1].