جُبلَ الإمام الحسين (عليه السلام) على التواضع، ومجافاة الأنانية والكبرياء، وقد وَرثَ هذه الظاهرة من جَدِّه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي أقام أصول الفضائل، ومعالي الأخلاق في الأرض، وقد نقل الرواة بَوادر كثيرة من سُموِّ أخلاقه (عليه السلام) وتواضعه.
فَمِنهَا: أنه (عليه السلام) اجتاز على مساكين يأكلون في (الصفة)، فدعوه إلى الغداء فنزل عن راحلته، وتغذى معهم، ثم قال (عليه السلام) لهم: (قَد أجبتُكُم فَأَجِيبُونِي)، فَلبّوا نداءه وخفوا معه إلى منزله، فقال (عليه السلام) لزوجه الرباب: (أَخرِجي ما كُنتِ تَدَّخِّرين)، فأخرَجتْ الرباب ما عندها من نقودٍ فناولها (عليه السلام) لهم[1].
ومنها: أنه (عليه السلام) مَرَّ على فقراء يأكلون كسراً من أموال الصدقة، فَسلَّم عليهم فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم، وقال (عليه السلام): (لَولا أنهُ صَدَقة لأكلتُ مَعكُم)، ثم دعاهم (عليه السلام) إلى منزله، فأطعمهم وكَسَاهم وأمرَ لَهم بِدَراهم[2].