وكانت عليه سِيمَاء الأنبياء (عليهم السلام)، فكان (عليه السلام) في هَيبته يَحكي هيبة جَدِّه (صلى الله عليه وآله) التي تَعنُو لَها الجِبَاه، فقد وصف عظيم هيبته بعض الجَلاَّدين من شُرطة ابن زياد بقولهم: لَقَد شَغَلَنا نُورُ وجهِهِ وجَمالُ هَيبتِه عن الفكرة في قتله، ولم تحجب نور وجهه يوم الطف ضربات السيوف، ولا طَعنات الرماح، فكان كالبدر في بَهائه ونَضَارته، وفي ذلك يقول الشاعر الكعبي:
وَمُجَرَّحٌ ما غـــيَّرت مــــنه القـــَنـا حُسناً ولا أخلَقْنَ منه جَديدا
قَد كان بدراً فاغتَدَى شمسُ الضّحى مُــذْ ألبَسَتْه يد الدماء بُرودا[1]
وَلما جِيءَ برأسه الشريف إلى الطاغية ابن زياد بُهِر بنور وجهه، فانطلق يقول: ما رأيتُ مثل هذا حُسناً[2]!!.
وحينما عُرِض الرأس الشريف على يزيد بن معاوية ذُهِل من جمال هيبته وطفق يقول: ما رأيتُ وجهاً قط أحسنُ مِنه[3]!!.
ولما تشرف عبد الله بن الحر الجعفي بمقابلته (عليه السلام) امتلأت نفسه إكباراً وإجلالاً له، وراح يقول: ما رأيتُ أحداً قَط أحسَنُ، ولا أملأُ للعين من الحُسَين(عليه السلام)[4].
فقد بدت على ملامحه (عليه السلام) سيماء الأنبياء (عليهم السلام)، وبهاء المُتَّقين، فكان (عليه السلام) يملأ عيون الناظرين إليه، وتنحني الجباه خضوعاً وإكباراً له (عليه السلام).