- من وصية له (عليه السلام) لبنيه وبني أخيه: (يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم وتوشكون أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلّموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه، وليجعله في بيته)[1].
- من وصية له (عليه السلام): (يا ابن آدم: عف عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلاً، إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً.
يا ابن آدم: إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزوّد، والكافر يتمتّع)[2].
- دخل عليه جنادة بن أبي أمية في مرضه الذي توفي فيه فقال له: عظني يا ابن رسول الله.
قال: (نعم: استعد لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هًمَّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه؛ واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم أن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فانزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وان كان العتاب فالعتاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان، فأخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعة الله عز وجل، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت معونة أعانك، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسماً آثرك)[3].