دعاؤه (عليه السلام)

في الحقيقة إن الأدعية الواردة عن النبي وآل بيته عليهم الصلاة والسلام خير منهج للمسلم ـ إذا تدبرها ـ تبعث في نفسه قوة الإيمان، والعقيدة وروح التضحية في سبيل الحق وتعرفه، سر العبادة، ولذة مناجاة الله تعالى والانقطاع إليه، وتلقنه ما يجب على الإنسان أن يعلمه لدينه وما يقربه إلى الله تعالى زلفى، ويبعده عن المفاسد والأهواء والبدع الباطلة.

- قال (عليه السلام): علمني جدي (صلى الله عليه وآله) كلمات أقولهن في الوتر:  (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)[1].

- كان (عليه السلام) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه، وقال : (إلهي ضيفك ببابك، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم)[2].

- كان (عليه السلام) يدعو عند دخوله على ظالم بهذا الدعاء: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله العظيم الأكبر، اللّهمّ سبحانك يا قيّوم، سبحان الحيّ الذي لا يموت، أسألك كما أمسكت عن دانيال أفواه الأسد، وهو في الجبّ، أن تمسك عنّي أمر هذا الرجل، وكلّ عدو لي في مشارق الأرض ومغاربها، من الإنس والجنّ، خذ بآذانهم وأسماعهم، وأبصارهم وقلوبهم وجوارحهم، واكفني كيدهم بحولٍ منك وقوّةٍ، وكن لي جاراً منهم، ومن كلّ شيطانٍ مريدٍ، لا يؤمن بيوم الحساب، إنّ وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين، فإن تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم)[3].

- كان (عليه السلام) يدعو في الاستسقاء بهذا الدعاء:  (اللّهمّ هيّج لنا السحاب، بفتح الأبواب بماءٍ عباب، وربابٍ بانصبابٍ، وانسكابٍ يا وهّاب، واسقنا مطبقةً مغدقةً مونقةً، فتّح إغلاقها، وسهّل إطلاقها، وعجّل سياقها بالأندية والأودية، يا وهّاب بصوب الماء، يا فعّال اسقنا مطراً قطراً طلاً مطلاً طبقاً عامّاً معمارهما بهما، رحيماً رشاً مرشاً، واسعاً كافياً عاجلاً طيّباً مباركاً، سلاطح بلاطح يناطح الأباطح، مغدودقاً مطبوبقاً مغرورقاً، واسق سهلنا وجبلنا، وبدونا وحضرنا، حتّى ترخص به اسعارنا، وتبارك به في ضياعنا ومدننا، أرنا الرزق موجوداً، والغلاء مفقوداً، آمين يا ربّ العالمين)[4].

 


[1] أسد الغابة ابن الأثير: ج2، ص10.

[2] مناقب آل ابي طالب ابن شهر آشوب، ج3، ص180.

[3] مهج الدعوات ومنهج العبادات السيد ابن طاوس:، ص143.

[4] من لا يحضره الفقيه الشيخ الصدوق: ج1، ص536.