- قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إنَّ الحسن بن علي (عليهما السلام) كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم)[1].
- روي أنَّ الإمام الحسن (عليه السلام) كان إذا توضَّأ ارتعدت مفاصله، واصفَرَّ لونُه، ولما سُئِل (عليه السلام) عن السبب قال: (حَقٌّ على كلِّ من وقف بين يدى رَبِّ العرش، أن يَصفرَّ لونُه، وترتعد مفاصله)[2].
- كان الإمام (عليه السلام) إذا انتهى من صلاة الفجر لا يتكلم مع أحد، بل يشتغل بالتعقيبات والدعاء حتى تَطلُعَ الشمس، وهذا ما ورثه عن أمِّهِ فاطمة الزهراء (عليها السلام).
- حَجِّ الإمام الحسن (عليه السلام) خمساً وعشرين حجَّةً ماشياً على قدميه، وكان (عليه السلام)
يقول: (إني لأستحي من ربي أن ألقاهُ ولَمْ أمشِ إلى بيته)، وناصف ماله فى الدنيا ثلاث مرّات، وكان يتصدَّق بجميع ما يملك[3].
فنلاحظ أن المعصوم (عليه السلام) يُعلِّمُنا أمراً فى غاية الروعة، وهو أن العبادة لا تعني انقطاع الفرد عن المجتمع، وأنها ليست مجرد طقوس دينية، وأنها لا تعني التخلُّص من التكليف الشرعي.
بل العبادة تعني أن يعيش الإنسان الخوف الدائم من الله، ولهذا إذا تعزَّز هذا الشعور فى ضمير الإنسان فإنه لا يظلم، ولا يسرق، ولا يكذب، ولا يرتكب الموبقات، وأن يؤدي العبادة عن وعيٍ وإدراك، وتواضع لله تبارك وتعالى، ومن السخافة أن يظن الإنسان أنه قد وصل إلى مقام متميز ثم يمنُّ على الله تعالى بعبادته، بل العبادة تعني احتياج الإنسان المطلق لهذا المَدّ الإلهي،والفيض الربَّاني.
وكان إذا ذكرالجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال: لبيّك اللهمّ لبيّك، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً[4].