علم أمير المؤمنين (عليه السلام)

  من الخصوصيات التي اختصّ بها أَمير المؤمنين (عليه السلام) دون غيره هو العلم بأحوال زمانه، بل علمه (عليه السلام) بما فات وما سيأتي، فقد كان (عليه السلام) عالماً بالتوحيد وبالكتاب العزيز وأحوال آياته، وهو العارف بأحوال الملائكة والأنبياء (عليهم السلام) والرسالات وعوالم ما بعد الموت، وكان (عليه السلام) عالماً أيضاً بجميع أحوال القضاء والخصومات والمحاججات، وقد كشفت عن ذلك الآيات والأحاديث الشريفة والمواقف، فقد جاء فيه (عليه السلام):

1- قالَ رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليهِ وآله): (أَنَا دَارُ الحِكْمَةِ وَعَليٌّ بَابُهَا)[1].

2- قالَ رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليهِ وآله): (أَنَا مِيْزَاُن العِلْمِ وَعَلِيٌّ كَفّتَاهُ).أخرجه البغوي في مصابيح السنة، كما ذكره الطبري في ذخائر العقبى: ص 770.

3- قالَ رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليهِ وآله): (عليٌّ بَابُ عِلْمِي، وَمُبَيّنُ لأُمَّتِي مَا أُرْسِلْتُ بهِ مِنْ بَعْدِي)[2].

4- جاء في تفسير القرطبي عن عبد الله بن عطاء: قُلتُ لِأَبي جَعفَرِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ (عليهم السلام): زَعَمُوا أنَّ الَّذي عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ! فَقالَ: (إنَّما ذلِكَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ)[3].

5- وجاء في شواهد التنزيل للحسكاني: عَنِ ابنِ عَبّاسٍ في قَولِ اللهِتَعالى: «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ» قالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله، «ويَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» قالَ: هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ)[4].

6- وَذكرَ صاحبُ تذكرةِ الخواصِّ (ص16) عن زَاذان: سَمِعتُهُ [عَلِيّا عليه السلام]يَقولُ: وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَو ثُنِيَت لي وِسادَةٌ لَحَكَمتُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وبَينَ أهلِ الإِنجيلِ بِإِنجيلِهِم، وأهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وبَينَ أهلِ الفُرقانِ بِفُرقانِهِم، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، ما مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ جَرَت عَلَيهِ المَواسي إلّا وأنَا أعرِفُ لَهُ آيَةً تَسوقُهُ إلَى الجَنَّةِ أو تَقودُهُ إلَى النّارِ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، فَما آيَتُكَ الَّتي أُنزِلَت فيكَ ؟ فَقالَ: «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ويَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»، فَرَسولُ اللهِ عَلى بَيِّنَةٍ، وأنَا شاهِدٌ مِنهُ).

7- وورد عنِالإِمام الصَّادقِ(عليهِ السَّلام) أنه قالَ: (إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى قالَ لِموسى (عليهِ السَّلام): «وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً»، ولَم يَقُلْ: كُلَّ شَيءٍ مَوعِظَةً! وقالَ لِعيسى (عليهِ السَّلام): «وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ»، ولَم يَقُل: كُلَّ شَيءٍ! وقالَ لِصاحِبِكُم أميرِ المُؤمِنينَ (عليهِ السَّلام): «قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدَاً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ»، وقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: «وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَا فِي كِتَـابٍ مُّبِينٍ»، وقالَ: «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ»، وعِلمُ هذَا الكِتابِ عِندَهُ)[5].

 


[1] أخرجه الترمذي في جامعه الصحيح:ج2، ص: 214.

[2] كنز العمال:ج6، ص 156.

[3] تفسير القرطبي: ج9، ص336.

[4] شواهد التنزيل: ج1 ص365، تذكرة الخواصّ: ص16.

[5] الاحتجاج: ج2، ص302، بصائر الدرجات: ص229.