ادفع ما معك إلى المبارك خادمي

روى أحمد بن محمد، عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال: (حججت سنة فدخلت على أبي محمد (عليه السلام)
 بسرّ من رأى، وقد كان أصحابنا حملوا معي شيئاً من المال، فأردت أن أسأله إلى من أدفعه؟ فقال قبل أن أقول ذلك: ادفع ما معك إلى المبارك خادمي.

قال: ففعلت وخرجت وقلت: إن شيعتك بجرجان يقرؤون عليك السلام قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلى قال: فإنك تصير إلى جرجان من يومك هذا إلى مائة وسبعين يوماً وتدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الاخر في أول النهار فأعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم في آخر النهار وامض راشداً فإن الله سيسلمك ويسلم ما معك، فتقدم على أهلك وولدك، ويولد لولدك الشريف ابن فسمه الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف وسيبلغ الله به ويكون من أوليائنا.

فقلت: يا ابن رسول الله إن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني هو من شيعتك كثير المعروف إلى أوليائك يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم، وهو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان، فقال: شكر لله لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صنيعه إلى شيعتنا، وغفر له ذنوبه، ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد فانصرفت من عنده وحججت فسلمني الله حتى وافيت جرحان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الاخر على ما ذكره (عليه السلام) وجاءني أصحابنا يهنّؤوني فوعدتهم أن الإمام (عليه السلام) وعدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم فتأهبوا لما تحتاجون إليه، واغدوا في مسائلكم وحوائجكم كلها.

فلما صلّوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في داري، فو الله ما شعرنا إلا وقد وافانا أبو محمد (عليه السلام) فدخل إلينا ونحن مجتمعون فسلّم هو أولاً علينا، فاستقبلناه وقبّلنا يده، ثم قال: إني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن أوافيكم في آخر هذا اليوم، فصلّيت الظهر والعصر بسرّ من رأى، وصرت إليكم لأجدد بكم عهدا وها وأنا قد جئتكم الآن، فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها.

فأول من ابتدأ المسألة النضر بن جابر قال: يا ابن رسول الله إن ابني جابراً أصيب ببصره منذ شهر فادع الله له أن يرد إليه عينيه، قال: فهاته، فمسح بيده على عينيه فعاد بصيراً، ثم تقدّم رجلٌ فرجل يسألونه حوائجهم وأجابهم إلى كل ما سألوه حتى قضى حوائج الجميع، ودعا لهم بخير، فانصرف من يومه ذلك)[1].

 


[1] الخرائج والجرائح ، قطب الدين الراوندي: ج1 ، ص424.