يا ابن رسول الله إنّي تائب مما قلت

روى القطب الراوندي: أن المعتصم دعا جماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) زورا، واكتبوا أنّه أراد أن يخرج، ثم دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج علي؟ فقال: والله ما فعلت شيئاً من ذلك، قال: إن فلاناً وفلاناً شهدوا عليك، فأحضروا، فقالوا: نعم، هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: وكان جالسا في بهو، فرفع أبو جعفر (عليه السلام) يده، وقال: (اللهم إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم)، قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف ويذهب ويجئ، وكلما قام واحد وقع، فقال المعتصم: يا ابن رسول الله إنّي تائب مما قلت فادع ربك أن يسكنه، فقال: (اللهم سكّنه، وإنك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي)، فسكن[1]

 


[1]  الخرائج والجرائح: ج 2 ص 670 ح 18.