غريق الجحفة

إن حمّاد بن عيسى سأل الصادق (عليه السلام) أن يدعو له ليرزقه [الله] ما يحج به كثيراً، وأن يرزقه ضياعاً حسنة وداراً حسناً، وزوجة من أهل البيوتات صالحة وأولاداً أبراراً.

فقال [الصادق] عليه السلام: اللهم ارزق حماد بن عيسى ما يحج به خمسين حجة، وارزقه ضياعاً حسنة وداراً حسناً، وزوجة صالحة من قوم كرام، وأولاد أبراراً.

قال بعض من حضره: دخلت بعد سنين على حماد بن عيسى في داره بالبصرة.

فقال لي: أتذكر دعاء الصادق عليه السلام لي؟ قلت: نعم.

قال: هذه داري وليس في البلد مثلها، وضياعي أحسن الضياع، وزوجتي من تعرفها من كرام الناس، وأولادي [هم من] تعرفهم [من الأبرار] وقد حججت ثمانية وأربعين حجة.

قال فحج حماد حجتين بعد ذلك، فلما خرج في الحجة الحادية والخمسين[و] وصل إلى الجحفة وأراد أن يحرم، دخل وادياً ليغتسل، فأخذه السيل، ومرّ به، فتبعه غلمانه، فأخرجوه من الماء ميتاً، فسمي حماد غريق الجحفة[1].

 


[1] الخرائج والجرائح، قطب الدين الراوندي: ج1، ص304.