عن داود الرقي قال كنت عند سيدي الصادق (عليه السلام) إذ دخل سهل بن حسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه وأنت تجد من شيعتك مائة الف يضربون بين يديك بالسيف فقال له (عليه السلام): اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال: يا حنفية اسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا خراساني قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار أقلني أقالك الله، قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فقال له الصادق: الق النعل من يدك واجلس في التور. قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الامام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التور.
قال: فقمت إليه فرأيته متربعا فخرج الينا وسلم علينا، فقال له الامام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقلت: والله ولا واحدا فقال (عليه السلام): لا والله ولا واحدا اما انا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا نحن أعلم بالوقت[1].