علي (عليه السلام) على لسان النبي (صلى الله عليه وآله)

قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): (إنَّ اللهَ تَعالى عَهِدَ إلَيَّ عَهدا في عَلِيٍّ،فَقُلتُ: يا رَبِّ بَيِّنهُ لي.فَقالَ:اِسمَع،فَقُلتُ:سَمِعتُ.فَقالَ: إنَّ عَلِيّا رايَةُ الهُدى، وإمامُ أولِيائي، ونورُ مَن أطاعَني، وهُوَ الكَلِمَةُ الَّتي ألزَمتُهَا المُتَّقينَ، مَن أحَبَّهُ أحَبَّني، ومَن أبغَضَهُ أبغَضَني)[1] .

قال رسول اللـه (صلى الله عليه وآله) :(عَلِيٌّ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ كَالشَّمْسِ بِالنَّهَارِ فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَالْقَمَرِ بِاللَّيْلِ فِي الْأَرْضِ، أَعْطَى اللهُ عَلِيًّا مِنَ الْفَضْلِ جُزْءًا لَوْ قُسِمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ، وَأَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْفَهْمِ لَوْ قُسِمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ. شَبَّهْتُ لِينَهُ بِلِينِ لُوطٍ، وَخُلُقَهُ بِخُلُقِ يَحْيَى، وَزُهْدَهُ بِزُهْدِ أَيُّوبَ، وَسَخَاءَهُ بِسَخَاءِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَهْجَتَهُ بِبَهْجَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَقُوَّتَهُ بِقُوَّةِ دَاوُدَ. وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حِجَابٍ فِي الجَنَّةِ،)[2].

عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)‌مَنْسَرَّهُ [مَنْأَرَادَ] أَنْيَجُوزَعَلَىالصِّرَاطِ كَالرِّيحِ الْعَاصِفِ- وَ يَلِجَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَلْيَتَوَلَّ وَلِيِّي وَ وَصِيِّي- وَ صَاحِبِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أَهْلِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَ مَنْ سَرَّهُ [وَ مَنْ أَرَادَ] أَنْ يَلِجَ النَّارَ فَلْيَتْرُكْ وَلَايَتَهُ فَوَ عِزَّةِ رَبِّي وَ جَلَالِهِ إِنَّهُ لَبَابُ اللهِ الَّذِي لَا يُؤْتَى إِلَّا مِنْهُ، وَ إِنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ- وَ إِنَّهُ الَّذِي يَسْأَلُ اللهَ عَنْ وَلَايَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[3].

عن مخدوج بن يزيد الذهلي سألنا رسول الله من أصحاب الجنة؟ قال (صلى الله عليه وآله) :(من أطاعني ووالى عليا من بعدي، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكف علي فقال: إن عليَّاً منّي وأنا منهُ، فمن حادّه فَقَد حادّني، ومَن حادّني فَقَد أسخط الله عزّ وَجَل، ثم قال :يا عليُّ حربُكَ حربِي، وسِلمُكَ سلمِي، وأنتَ العِلمُ فيما بينِي وبينَ أُمّتي) ينابيع المودة، الحافظ القندوزي: ج1، ص65.    

عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (لن تضلُّوا ولن تهلكُوا وأنتُم في مُولاةِ عليّ، وإن خالفتمُوهُ فقد ضلّت بكُم الطُّرقَ والأهواء في الغي، فاتقُوا الله، فإن ذمة اللهِ عليُّ بن أبي طالب)[4].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)..(أيُّهَا النّاسُ ، يوشِكُ أن اُقبَضَ قَبضا سَريعا فَيُنطَلَقَ بي ، وقَد قَدَّمتُ إلَيكُمُ القَولَ مَعذِرَةً إلَيكُم ، ألا إنّي مُخَلِّفٌ فيكُم كِتابَ رَبّي عزّوجلّ وعِترَتي أهلَ بَيتي . ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَها فَقالَ : هذا عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ وَالقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلُهُما ما خُلِّفتُ فيهِما)[5].

عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :( عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: لَوْ عَلِمَ‏ النَّاسُ‏ مَتَى‏ سُمِّيَ عَلِيٌّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنْكَرُوا فَضْلَهُ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والْجَسَدِ، وحينقال: ألستُ بربّكُم؟قالُوا: بلى! فقال اللهُ تعالى: أنا ربُّكمُ، ومُحمّدٌ نبُّيكُم، وعليُّ أميرُكُم)[6].

عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(مَن أرادَ أن يَحْيَا حَيَاتِي، وَيَمُوتَ مَمَاتِي ، وَيَسْكُنَ جَنَّةَ الخُلدِ التي غَرَسَهَا رَبِّي ، فَلْيُوَالِ عَلِيًّا مِنْ بَعْدِي، وَلْيُوَالِ وَلِيَّهُ، وَلْيَقْتَدِيَ بأهلِ بيتِي مِنْ بَعْدِي ، فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي، ورُزِقُوا عِلْمي وفَهْمي، فوَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِفَضْلِهِمْ مِنْ أُمَّتِي ، لِلْقَاطِعِينَ فِيهِمْ صِلَتِي ، لا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِي)[7].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(أللّهُمّ مَن آمَنَ بي وصَدَّقَني فَليَتَوَلَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ؛ فَإِنَّ وِلايَتَهُ وِلايَتي، ووِلايَتي وِلايَةُ اللّه)[8].           

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(من أحبّ أن يحيى حياتيَ، ويمُوتَ مماتيَ، ويدخُلَ الجنّة، فليتولّعلي وذريتهُ من بعدهِ)[9].  

عن ابن عباس قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل أمير المؤمنين علي فلما رآه بكى ثم قال : إلي إلي، يا أخي، فما زال يدنيه حتى جلس إلى جنبه الأيمن... ثم قال (صلى الله عليه وآله) عن علي :(إنه أخي وشقيقي ، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كلّ تقي، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي، محبّه محبي ، ومبغضه مبغضي، وبولايتهِ صارت أمتي مرحومةً، وبعداوته صارت المخالفة له ملعونةً، وإني بكيت حين أقبل ، لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي، حتى أنه ليُزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنهِ ضربةً تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)[10].      

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لما أسري بي الى السماء ثم من السماء الى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي فقال لي : (يا محمد. فقلت : لبيك وسعديك. قال : قد بلوتَ خلقي فأيهم رأيتَ أطوع لك؟ قلت: ربي، رأيتُ علياً أطوع لي، قال الله عزّ وجلّ : صدقت يا محمد، فهل اتخذتَ لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون، قال (صلى الله عليه وآله) قلت : اختر لي يارب، قال الله عزَّ وجلّ : اخترتُ لك علياً، فأتخذهُ لنفسك خليفةً ووصيّاً، يا مُحمّد، عليُّ راية الهُدى وإمامُ من أطاعَني ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد)[11].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(ستكُونُ بعديَ فتنةٌ فأذا كان ذلك فالزَموا عليَّ بن أبي طالبٍ، فإنهُ أولُ من آمنَ بي وأولُ من يُصافحني يُوم القيامةِ، وهو الصدَّيقُ الأكبرُ، وهو فاروق هذهِ الأمةِ، وهو يعسُوب المؤمنينَ، والمالُ يعسُوبُ المنافقينَ)[12].

 


[1]  الأمالي، الشيخ الصدوق: ص565.

[2]  الأمالي، الشيخ الصدوق: ص57.

[3]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج38، ص98.

[4]  ينابيع المودة، الحافظ القندوزي: ج2، ص293.     

[5]  الأمالي، الطوسي: ص478

[6]  إحقاق الحق وإزهاق الباطل، التستري: ج15، ص227.    

[7]  فرائد السمطين، الحمويني الشافعي: ج1، ص64.      

[8]  الأمالي، الشيخ الطوسي: ج1، ص812.  

[9]  المناقب، الخوارزمي: ج1، ص76.  

[10]  فرائد السمطين، الحمويني الشافعي: ج2، ص25.

[11]  فرائد السمطين، الحمويني الشافعي: ج1، ص244.      

[12]  ينابيع المودة، الحافظ القندوزي، ج1، ص154.