عن حفص الأبيض التمار، قال: (دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام صلب المعلى بن خنيس فقال لي: يا حفص إني أمرت المعلى، فخالفني فابتلي بالحديد، أني نظرت إليه يوماً وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك، قال: أجل، قلت: ادن مني فدنى مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتى تملا منهم، واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت: ادن مني، فدنى مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت: يا معلى إن لنا حديثاً من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه يا معلى لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا منّوا عليكم، وإن شاؤوا قتلوكم، يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه، وزوده القوة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل، يا معلى أنت مقتول فاستعد)[1].
وفي البصائر أيضاً عن أحمد بن الحسين، عن أبيه عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في بعض حوائجي قال: فقال لي: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ قال: فقلت: ما بلغني عن العراق من هذا الوباء أذكر عيالي، قال: فاصرف وجهك فصرفت وجهي، قال: ثم قال: ادخل دارك، قال: فدخلت فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيراً ولا كبيراً إلا وهو لي في داري بما فيها، قال: ثم خرجت، فقال لي: اصرف وجهك فصرفته، فنظرت فلم أر شيئاً)[2].