بأي شيء وعظك؟

روى الإربلي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ان محمّد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمّد بن علي، فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شيء وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة، فلقيت محمّد بن علي وكان رجلا بديناً وهو متكىء على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا، أشهد لأعظنّه؟ فدنوت منه فسلمت عليه فسلم عليّ بنهر وقد تصبب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال، قال: فخلى عن الغلامين من يده ثم تساند وقال: لو جاءني ـ والله ـ الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله، اكف بها نفسي عنك وعن الناس، وانما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني)[1].

 


[1] كشف الغمة للإربلّي: ج2 ص125.