روى محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن صباح المزني، عن صالح بن ميثم الأسدي، قال: دخلت أنا وعباية بن الربعي على امرأة من بني وآلبة، قد احترق وجهها من السجود، فقال لها عباية: يا حبّابة، هذا ابن أخيك.
قالت: وأيّ أخ؟ قال: صالح بن ميثم.
فقالت: ابن أخي والله حقّاً، يا بن أخي ألا أحدّثك بحديث سمعته من الحسين بن علي(عليه السلام)؟ قال: قلت: بلى يا عمّة.
قالت: كنت زوّارة الحسين بن علي (عليه السلام)، فحدث بين عيني وضح، فشقّ ذلك عليّ واحتبست عنه أياماً، فسأل عني: ما فعلت حبّابة الوآلبية؟ فقالوا: إنها حدث بها حدث بين عينيها. فقال لأصحابه: قوموا حتى ندخل عليها. فدخل عليّ في مسجدي هذا، وقال: يا حبّابة، ما بطأ بك عليّ؟
قلت: يا بن رسول الله ما ذلك الذي منعني إن لم أكن اضطررت إلى المجيء إليك اضطراراً، لكن حدث هذا بي. وكشفت القناع فتفل عليه الحسين بن علي (عليه السلام) وقال: يا حبّابة، أحدثي لله شكراً، فإن الله قد ذاده عنك.
قالت: فخررت ساجدة، فقال: يا حبّابة ارفعي رأسك وانظري في مرآتك.
قالت: فرفعت رأسي فلم أجد منه شيئاً.
قالت: فحمدت الله وقال لي: يا حبّابة نحن وشيعتنا على الفطرة، وسائر الناس منها براء)[1].