روي أنه (عليه السلام) لما أراد العراق قالت له أم سلمة: لا تخرج إلى العراق فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يقتل ابني الحسين بـ (أرض) العراق وعندي تربة دفعها إلي في قارورة.
فقال: والله إني مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلونني أيضا، وإن أحببت أن أريك مضجعي ومصرع أصحابي. ثم مسح بيده على وجهها، ففسح الله في بصرها حتى أراها ذلك كله، وأخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى، وقال (عليه السلام): فإذا فاضتا دما، فاعلمي أني قد قتلت.
فقالت أم سلمة: فلما كان يوم عاشوراء نظرت إلى القارورتين بعد الظهر فإذا هما قد فاضتا دما، فصاحت.
ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط[1].