خرج الحسين (عليه السلام) من المدينة قاصداً زيارة بيت الله الحرام، ومعه جمع كثير وجمّ غفير، فمرض من الركب رجل، فقال للحسين: أشتهي رمّاناً، فقال (عليه السلام): هذا بستان فيه أنواع الفواكه، فامض إليه وتناول ما شئت، ولم يَعهد أحدٌ قبل ذلك هناك أشجاراً وأثماراً ومياهاً، فلمَّا شاهد الركب البستان دخلوا وتناولوا كلَّ ما اشتهوا، ولمَّا خرجوا غاب البستان عن نظرهم، وإذا هم بظبية، فأشار الحسين (عليه السلام) إليها فأقبلت، ثمَّ أمرهم أن يذبحها أحد منهم، ولا يكسر لها عظماً، إلى أن أكلوا لحمها، فدعا (عليه السلام) فعادت كما كانت، فقال (عليه السلام): أيُّكم يشتهي أن يشرب من حليبها فليحلبها، إلى أن شرب كلُّهم من حليبها، وكفى الركب كلَّهم ببركة الحسين (عليه السلام) ودعائه، ثمَّ قال (عليه السلام) لها: لك خشفات تنتظرك فانصرفي وأرضعيهنَّ، فانصرفت[1].