عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: «لما أسري بالنبي(صلى الله عليه وآله) إلى السماء قيل له: إن الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث؛ لينظر كيف صبرك، قال: أسلم لأمرك يا رب ولا قوة لي على الصبر إلا بك...، وأما الثالثة، فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل، أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم، والتعنيف، والتوبيخ، والحرمان، والجحد، والظلم، وآخر ذلك القتل، فقال: يا رب قبلت، ورضيت، ومنك التوفيق والصبر، وأما ابنتك، فتُظلم وتحُرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها، وتضُرب وهي حامل، ويدُخَل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل، ثم لا تجد مانعاً، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب. قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت، ومنك التوفيق للصبر...
وأما ابنتك، فاني أوقفها عند عرشي، فيقال لها: إن الله قد حكّمك في خلقه، فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فاني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة، فإذا وقف من ظلمها أمرت به إلى النار، فيقول الظالم: (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)، ويتمنى الكرة، و(يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ...)
وأول من يحكم فيهم محسن بن علي(عليه السلام) وفي قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رماداً، فيضربان بها...»[1].