عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: اجتمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة في العام الذي فتح فيه مكة، وقالوا: يا رسول الله، من شأن الأنبياء، أنهم إذا استقام أمرهم أن يوصوا إلى وصي، أو من يقوم مقامه بعده، ويأمر بأمره، ويسير في الأمة بسيرته.
فقال (صلى الله عليه وآله): قد وعدني ربي بذلك، أن يبين لي ربي عز وجل من يختاره للأمة خليفة بعدي. ومن هو الخليفة على الأمة: بأنه ينزل من السماء نجم، ليعلموا من الوصي بعدي.
قال: فلما فرغوا من صلاتهم، صلاة العشاء الآخرة، في تلك الساعة. والناس ينظرون ما يكون، وهي ليلة مظلمة، لا قمر فيها، وإذا بضوء قد أضاء منه المشرق والمغرب.
وقد نزل نجم من السماء إلى الأرض، وجعل يدور على الدور، حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وله شعاع عظيم هائل.
وقد أضاءت بشعاعه الدور، وقد فزع الناس، وصار على الحجرة.
قال: فجعل الناس يكبرون ويهللون، وقالوا: يا رسول الله، نجم من السماء، قد نزل على ذروة حجرة دار علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قال: فقام، وقال: هو - والله - الوصي من بعدي، والقائم بأمري، فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدموه ولا تتقدموا عليه، فهو والله خليفة الله في أرضه بعدي.
قال: فخرج الناس من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال واحد من المنافقين: ما يقول محمد في ابن عمه إلا بالهوى، وقد ركبته الغواية حتى لو أمكن أن يجعله نبياً، لجعله نبياً.
قال: فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد، ربك يقرؤك السلام، ويقول لك إقرأ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[1]»[2] .