عن موسى بن جعفر عن آبائه صلوات الله عليهم: (إنّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانوا جُلوساً يتذاكرون، وفيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، إذ أتاهم يهوديّ فقال: يا أُمّةَ محمّد، ما تركتُم للأنبياء درجةً إلاّ نَحَلتُموها لنبيّكم!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنْ كنتم تزعمون أنّ موسى (عليه السلام) كلّمه ربُّه على طور سيناء، فإنّ الله كلّم محمّداً في السّماء السّابعة، وإن زَعَمتِ النّصارى أنّ عيسى أبرأ الأكمه وأحيى الموتى، فإن محمّداً (صلى الله عليه وآله) سألَتْه قريش أن يُحْييَ ميتاً، فدعاني وبعثني معهم إلى المقابر، فدَعَوتُ اللهَ تعالى عزّ وجّل، فقاموا من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم بإذن الله عزّ وجلّ، وإنّ أبا قتادة بن رِبْعيّ الأنصاري شهد وقعة أُحدٍ فأصابته طعنة في عينه فبَدَتْ حَدَقتُه، فأخذها بيده ثمّ أتى بها رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) فقال: امرأتي الآنَ تُبغضني! فأخذها رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) من يده ثمّ وضعها مكانها، فلم يكُ يُعرَف إلاّ بفضل حسنها وضوئها على العين الأخرى.
ولقد بارز عبدُالله بن عتيك فأُبينَت يدُه، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلاً ومعه اليد المقطوعة، فمسح عليها فاستَوَت يدُه)[1].