عن مروج الذهب للمسعودي بحذف الإسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال : (إن الله حين شاء تقدير الخليقة وذرء البرية وإبداع المبدعات نصب الخلق في صور كالهباء قبل دحو الأرض ورفع السماء وهو في انفراد ملكوته وتوحد جبروته فأساخ نوراً من نوره فلمع وقبساً من ضيائه فسطع ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية فوافق ذلك صورة نبينا محمد(صلى الله عليه وآله) فقال الله عز من قائل أنت المختار المنتجب وعندك أستودع نوري وكنوز هدايتي ومن أجلك أسطح البطحاء وأرفع السماء وأمزج الماء وأجعل الثواب والعذاب والجنة والنار وأنصب أهل بيتك بالهداية وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يخفى عليهم دقيق ولا يغيبهم خفي وأجعلهم حجة على بريتي والمنبهين على علمي ووحدانيتي ثم أخذ الله سبحانه الشهادة للربوبية والإخلاص للوحدانية فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخاب محمد(صلى الله عليه وآله) وأراهم أن الهداية معه والنور له والإمامة في أهله تقديماً لسنة العدل وليكون الإعذار متقدماً ثم أخفى الله الخليقة في غيبه وغيبها في مكنون علمه ثم نصب العوالم وبسط الزمان ومرج الماء وأثار الزبد وأهاج الدخان فطفا عرشه على الماء وسطح الأرض على ظهر الماء ورفع السماء ثم استجابهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها وأنوار اخترعها وقرن بتوحيده نبوة نبيه محمد(صلى الله عليه وآله) فشهرت نبوته في السماء قبل بعثته في الأرض فلما خلق الله آدم أبان له فضله للملائكة وأراهم ما خصه به من سابق العلم من حيث عرفهم عند استنبائه إياه أسماء الأشياء فجعل الله آدم محراباً وكعبة وقبلة أسجد إليها الأنوار والروحانيين والأبرار ثم نبه آدم على مستودعه وكشف له خطر ما ائتمنه على أن سماه إماماً عند الملائكة فكان حظ آدم من الخبر إنباءه ونطقه بمستودع نورنا ولم يزل الله تعالى يخبأ النور تحت الزمان إلى أن فصل محمداً(صلى الله عليه وآله) في طاهر القنوات فدعا الناس ظاهراً وباطناً وندبهم سراً وإعلاناً واستدعى التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل ومن وافقه قبس من مصباح النور المتقدم اهتدى إلى سره واستبان واضح أمره ومن ألبسته الغفلة استحق السخطة ثم انتقل النور إلى غرائزنا ولمع مع أئمتنا فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض فبنا النجاة ومنا مكنون العلم وإلينا مصير الأمور وبنا تقطع الحجج ومنا خاتم الأئمة ومنقذ الأمة وغاية النور ومصدر الأمور فنحن أفضل المخلوقين وأكمل الموجودين وحجج رب العالمين فلتهنأ النعمة من تمسك بولايتنا وقبض عروتنا)[1].