توكله (صلى الله عليه وآله) على الله تعالى

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أم سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: (اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بي عدواً ولا حاسداً أبداً، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبداً، اللهم ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً)، قال: فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ولِمَ لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدواً أبداً، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبداً، وأن لا ينزع منك صالحاً أعطاك أبداً، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبداً؟ فقال: يا أم سلمة وما يؤمنني؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان)[1].

 


[1]     تفسير القمي علي بن إبراهيم القمي: ج2، ص55.